د. عبدالرحمن الشلاش
توقفت كثيرا عند صورة معبرة متداولة في مواقع التواصل لشيخ يصنف بأنه من الدعاة وقد استند على الجدار واستغرق في النوم. ناشر الصورة كتب تحتها تعليقا جميلا ومناسبا قال فيه «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». هذا الشيخ الذي يدعي المعرفة في كل شيء لم يترك طريقا إلا وسلكه بتعمد الإثارة والتحريض والدعوة إلى الفتنة والدفع بأبناء الوطن إلى مواطن الصراعات نومه عبادة وكف شر وأذى عن الناس وحقن لدماء المسلمين وإخماد لأساليبه الشيطانية في جمع الأتباع من البسطاء والرعاع حوله.
يعتقد البعض أن هذه النوعية من دعاة الفتنة قد انقرضت أو هي في طريقها إلى الانقراض وما أدركوا أن بقايا النار مازالت تحت الرماد، وأن ثمة بقايا من جمر تنتظر هبوب أي ريح لتستعر، وأن أصحاب الفكر الضال والتوجهات المنحرفة لا يكلون ولا يملون، وربما ركنوا إلى المهادنة والتهدئة وما أن تلوح أمامهم بارقة أمل أو تحين فرصة مواتية إلا ويتشبثوا بها ويعضوا عليها بالنواجذ، يندسون كالنعام ثم يخرجون رؤوسهم عند صدور أي قرار أو أمر لا يناسبهم أو يضرب مخططاتهم في الصميم، فيذرفون دموع التماسيح على الدين الذي ضاع والعفة التي انتهكت والمجتمع الذي تحول أو سيتحول إلى مجتمع ماجن لمجرد صالة سينما فتحت أو امرأة قادت سيارة، أو نساء محتاجات كن يبعن على الرصيف تحت حرارة الشمس الحارقة قبل أن تمكنهن الدولة من البيع والشراء داخل محلات آمنة ومكيفة تحفظ لهن كرامتهن ومستقبل حياتهن.
يعتقد الإنسان البسيط أن أكبر هم دعاة الفتنة الدين بينما همهم الحقيقي والذي بايعوا عليه مرشدهم الوصول إلى الخلافة المزعومة والقبض على السلطة، ولو كلفهم ذلك التحالف مع الشياطين في قم ودوحة الحمدين وكل عدو وحاقد لئيم، وربما يوجد بعضهم من المتأثرين بالفكر الإخواني أو مع الخيل يا شقراء كل هذا موجود والمصيبة أن منهم عدد مازالوا يعتلون منابر الجمعة يوجهون الناس ويدسون السم.
ظهر علينا كتاب نسب لشيخ مسن له «حوالي» أمد من الدهر لم يظهر وكأنه أندس تحت التراب ليقول لنا -حسب ما نسب اليه أن كان صحيحا- عن «داعش» الإرهابية ما لم يقله أحد قبله من الثناء والمدح. هذا واحد يتبعه خلق كثير من القطيع فما بالك بغيره.
هناك بقايا لهذا الفكر أبسط شيء أن تبعد عن مواقع التأثير على الناس من مراكز ومنابر ومؤسسات خيرية ومشاريع دعوية وخيرية كي لا نفقد ما تبقى من شبابنا.