عبدالله الهاجري
بدأ أمس العم فتحي كالي - وهو أقدم مصور في الجزيرة منذ 40 عامًا - يومه بزيارة لمكتب رفيق دربه الزميل الراحل عبدالرحمن المصيبيح، ولم يتمالك دموعه حين رأى المكتب فقط دون صاحبه، وظل وقتًا، أعاد التاريخ والسنين التي جمعتهما ببعض، وبكى بشدة، وتأثر كل مَن كان في صالة التحرير.. وقال عنه بلغة بسيطة «كان أحسن واحد».
تعرَّف الراحل على الزميل كالي، وبدأت تجمعهما علاقة مميزة، وكوَّنا ثنائيًّا في التغطيات، وارتبطا ببعض طيلة العقود الماضية، ولم يفرقهما ويفصل بينهما سوى الموت.
يوم أمس كانت الدموع ملازمة لفتحي كالي، وكانت الذكريات هي المسيطرة، ولم يفارق مكتب الراحل.. ويقول كالي عن المصيبيح: عرفته منذ 35 عامًا، كان كريمًا بسيطًا محبوبًا، وكان يحظى بمحبة كبيرة من أصحاب السمو الملكي الأمراء، ومن الوزراء، ومن المسؤولين. وحتى في مدرسته كان الأطفال يلعبون معه، ويصعدون على ظهره. كان يقول عنهم: «هؤلاء أبنائي؛ أحبهم ويحبونني».
ويضيف كالي: كان كريمًا، ويقضي حاجات الناس. في ذهابنا لتغطية أي مناسبة كان يقف في كل مكان يجد فيه عمال البلدية، وكان يعطيهم النصيب. واستمر على هذه الحال منذ عرفته. كان يقضي حاجات الناس.. ففي رمضان كان يأخذ الزكاة من الميسورين، ويوزعها على المحتاجين والفقراء، ولم يتوانَ في خدمة من احتاج، وبخاصة مَن كان مريضًا.