منذ أن عرفته بـ «صحيفة الجزيرة» والحياء يساير قسمات وجهه، اتسم بالخلق الرفيع والصورة الهادئة، يشبع هوايته ويلامسها عن قرب، كانت ملامح البروز تطفو بالإمساك بالقلم والورق وفي مكتبه ينطوي على نفسه لتفريغ مادته الإخبارية وتغطياته اليومية؛ مبادر باستجلاب الأخبار من مصادرها، يهزه الشوق والتطلع بحثاً عن المعلومة الصحيحة والخبر المميز وفي التغطيات الصحفية كان صمَام إجادتها وعرابها، لم يتذمر ولَم يساوم، وكان قريباً من زملائه بأقسام الجريدة، مدرسة في الوفاء والعطاء، كان معلماً ومربياً فاضلاً في مدرسته.. جميع من تتلمذ على يديه يشيد بقدراته التعليمية والأدبية، كان مدرسة في الأدب والأخلاق وفي المهنة الصحفية.
كان قريباً من كل الزملاء بالجزيرة جل وقته مع قلمه ووريقات المسودات ومسجله الصغير الممهور بهوية صحيفة الجزيرة يعطي لصالح الحرف الصحفي فى تغطياته وتحقيقاته وأخباره الصحفية، لا يلفت للقيل والقال وكثرة السؤال، شغوف بمهنته الصحفية رقيق القلب مع زملائه بالصحف الورقية، يجيد التحاور والنقاش الهادئ.. إنه أستاذنا وقدوتنا مربي الأجيال، محبوب الجميع داخل الجريدة وخارجها طبعه الصدق والوفاء والأمانة وحسن الأداء والخلق الرفيع والأدب الجم واحترام الآخرين صفات جميلة كان يتحلى بها. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وموتانا وموتي المسلمين أجمعين.
أختم بتلك الأحرف بجزئية جميلة غرد بها الزميل عبدالإله القاسم ذاكراً (أفنى حياته أستاذاً ومعلماً في منصات الصحافة والتربية والتعليم.. ندائي إلى أهله وذويه «لا تفرطوا في كنز أبو بدر»، تسجيلاته التي يحتفظ بها تحمل أصواتاً وطنية شامخة، وتاريخاً لمناسبات العاصمة الرياض بصوت الملك/ سلمان الوطن).
** **
- سعد المصبح