قصيدة رثاء في فقيد الزلفي الشيخ أ. د. سليمان بن عبدالعزيز السليمان رحمه الله رحمة واسعة:
أحقًّا قد مضى الرجل العصامي
أحقًّا قد مضى شيخ الكرام
فُجعنا في سليمانٍ وكنَّا
به نسمو على هام الغمام
فللآجال آمادٌ ووقت
وما للمرء منا من مقام
سهام الموت قد فجعت فؤادي
سهام الموت يا لك من سهام
فعين المجد قد فقئت برزء
فُجعنا فيه بالرجل الهمام
سليمانٌ لهُ علم وتقوى
وشهم بالمروءة ذو مقام
سليمانٌ له بالعلم مجد
يضاهي نوره بدر التمام
فهل للعلم بعد الشيخ شيخ
يضيء بعلمه داجي الظلام
فإن يرحل عن الدنيا ستبقى
مآثر علمه بين الأنام
وهل للحق بعد الشيخ فذ
يقول الحق عند الاحتكام
فقيهٌ بارعٌ جلـدٌ وحبرٌ
له فاضت ينابيع الكلام
يحزُّ مفاصل الكلمات حزاً
به يمضي إلى درك المرام
فصيح بالبلاغة حاز فخرًا
أديب قوله الشهد التهامي
أنامله الرياح وما استكانت
خواطره أحدُّ من الحسام
وصبح في المحافل حين يأتي
تبادله المحافل باهتمام
فهل من مُبْلغٍ شيخي اشتياقي
وهل من مُبْلغٍ شيخي سلامي
سأشتاق إليه كل حين
كما تشتاق للماء الضوامي
سأبكيه دمًا ما دمتُ حيًّا
وهل يُبكى سوى الرجل العصامي
عليك نسائم الرحمات شيخي
وتلقى الخير في دار السلام
** **
عطاالله بن سليمان العطاالله - الزلفي