يوسف المحيميد
قد يبدو خبرًا عاديًّا في هذا التوقيت، لكنه سيكون خبرًا قنبلة قبل بضعة سنوات، وهو أن تعتمد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مواد الإنتاج والإخراج السينمائي ضمن مقرراتها، وأن تتضمن خطة التدريس في قسم الإذاعة والتلفزيون والفيلم دراسة مادة كتابة النص السينمائي في المستوى الرابع، والإنتاج السينمائي في المستوى الخامس، وإخراج الأفلام السينمائية في المستوى السابع، وهي موضوعات كانت محظورة على المجتمع بأكمله، إلى درجة إلغاء مهرجانات قبيل انطلاقها، بسبب ضغوط التيارات المتشددة، كما حدث في مهرجان الأفلام السينمائية عام 2009، والذي أوقف قبل ليلة من انطلاقته، وكما حدث عند عرض فيلم «مناحي» في مركز الملك فهد بالرياض، وغيرها من الأحداث التي أعاقت انطلاقة المجتمع نحو الفنون المسرحية والسينمائية.
من هنا ابتسمتُ حينما قرأت هذا الخبر عن جامعة كانت تعد من أكثر الجامعات السعودية تحفظًا وجمودًا في تطوير أقسامها ومناهجها، بل يعتقد البعض أنها معقل لهذه التيارات، بينما هي اليوم أصبحت جزءًا فاعلًا من نسيج المجتمع، وتعمل في الخط الذي تسير عليه كافة الجهات نحو تطوير كافة أوجه الحياة في البلاد.
ورغم هذه المظاهر المهمة في تحول الجامعة نحو الانفتاح على المجتمع وعلى العالم، إلا أنها لم تزل في بعض كلياتها وأقسامها تخضع لرؤى جاهزة تعمل على تقييد الإبداع، وترفض أحيانا دراسة أديب سعودي بتبريرات منها أن أعماله الأدبية غير محتشمة، وقد يتم تعطيل طلاب وطالبات دراسات عليا من قبل مشرفين أو عمداء ما زالوا يحاكمون النص الأدبي من منظور تقليدي مقولب وجاهز، لذلك يجب أن يكون التغيير شاملا في الجامعة، بضخ الدماء الشابة الدارسة في أفضل الجامعات الأمريكية، من أجل تغيير بيئة الجامعة إلى بيئة صحية أكثر تسامحا وانفتاحا على الآخر.