الرياض - عبدالله الهاجري:
بقدر رفضها التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، تواجه السعودية أي محاولة تدخل في أمورها وشؤونها بالقوة، لتعطي أبعاد لمعنى السيادة الحقيقية بالأفعال، وهذا ما حدث مساء الأحد بالطرد الفوري للسفير الكندي بعد تغريدة للسفارة على حسابهم في تويتر حول شأن داخلي.
وكانت هناك مواقف في ذات السياق، حدثت في الأعوام القليلة الماضية، منها:
في نوفمبر 2017، أعلنت السعودية عن سحب سفيرها من ألمانيا الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، عقب يومين من تصريحات لوزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، حول دور السعودية في استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وثارت ضجة دبلوماسية بين السعودية وألمانيا بعد تصريحات لغابرييل اتهم السعودية بشكل غير مباشر بانتهاج سياسة «المغامرة» في منطقة الشرق الأوسط.
وفي مايو 2018، اعتذرت السفارة الألمانية في الرياض بشكل رسمي عن وضع إحدى شركات المشروبات الكحولية علم المملكة على منتجاتها في إصدار بمناسبة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
وأوضحت السفارة أن الواقعة جاءت بمبادرة من شركة خاصة تفتقر إلى معرفة الأهمية الدينية لعلم المملكة، ولم تكن لدى حكومة ألمانيا أي معرفة سابقة بتلك الواقعة، وأن الشركة اعتذرت عن هذا التصرّف وسحبت المنتج من الأسواق.
ورحبت السفارة في بيان لها اليوم السبت، بالإجراء السريع والقاطع الذي اتخذته الشركة، مشيرة إلى أنها لم تتصرف بسوء نية عند استخدام العلم السعودي بطريقة غير ملائمة وغير مقبولة، واتخذت إجراءات فورية بعد أن علمت بتبعات استخدامه، وسحبت المنتج من السوق واعتذرت للمسلمين في ألمانيا والعالم.
وأشارت السفارة إلى أن الشركة أصدرت اعتذارا رسميا أمس ذكرت فيه أنها دأبت على طباعة أعلام الدول المشاركة في كأس العالم، على أغطية منتجاتها، وأن الخطأ غير مقصود.
وقدمت حكومة السويد في مارس 2015 اعتذارا للسعودية عن الأزمة التي مرت بها العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية، وذلك على خلفية تصريحات وزيرة خارجيتها مارغو والستروم عن القضاء في المملكة.
وجاء ذلك في تشديد من رئيس الحكومة السويدية على أن دور خادم الحرمين معروف في حماية الإسلام موضحاً «يؤسفنا أي تأويل أننا أهنا السعودية أو الإسلام، ونرجو تفهما سعوديا لقلقنا الفعلي على العلاقات»، وعلى ضوء ذلك قررت السعودية إعادة سفيرها الى السويد في إشارة منها إلى قبول الاعتذار.
وأعلنت السعودية في مايو 2014 عزمها فرض عقوبات تجارية على شركات هولندية، وخفض عدد تأشيرات الدخول المعطاة لرجال أعمال هولنديين، ردًا على تصرّفات النائب الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز، اعتبرتها السعودية مهينة للإسلام. يُذكَر أنّ النائب الهولندي المتطرف، غيرت فيلدرز، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام قام بطبع ملصقات تشبه العلم السعودي، وبدلاً من الشّهادة المكتوبة على العلم «لا إله إلا الله محمد رسول الله» استبدلها بعبارة بالعربية مسيئة للإسلام. لتدخل الحكومة الهولندية وقدّم اتحاد أصحاب الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا اعتذارا رسميا للسعوديين عما بدر من أفعال مسيئة ومستفزة من قبل فيلدرز ورفضه التام لها.