د. صالح بكر الطيار
بما أننا ننتقد الجوانب السلبية في أي جهة كانت، علينا أن نسلط الضوء أيضاً على الجوانب الإيجابية عندما نرى الإنجاز واضحًا.الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من أهم الجهات التي تعمل بشكل متطور ومتسارع في خدمة الوطن من خلال ما يناط بها من أدوار ومهام مختلفة. إضافة إلى جهود الهيئة بتوجيه وإشراف ومتابعة دؤوبة من رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي يخطط بصمت ويقوم منذ سنوات طويلة بجهود جبارة في هذا القطاع، الأمر الذي جعل الهيئة تصل للعالمية من خلال تسجيل العديد من المواقع في اليونسكو، وكان آخرها تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي.
ما تم تسجيله من إنجازات للهيئة على مستوى العالم يعد فخرًا وطنيًا بأن يطلع العالم كله على التراث الوطني الكبير الذي يحتضنه الوطن، وأنا على يقين أن الأعوام المقبلة ستشهد تسجيل مواقع جديدة، الأمر الذي يضاف إلى أرصدة السعودية الثقافية والاقتصادية في ميزان العالمية.
لا ننكر وجود بعض السلبيات التي لا تزال في قطاع السياحة الأمر الذي جعل الهيئة تكثف من جولاتها في المواقع السياحية بكل أرجاء الوطن مع حرص وتوجيهات سمو الأمير سلطان بن سلمان الدائم بتلقي الاقتراحات والاستفسارات والشكاوي المتعلقة بالسائح، في خطة إستراتيجية تطمح الهيئة إلى انخفاضها بشكل كبير خلال الأشهر القادمة.
خطت الهيئة خطوات سياحية ورأت الاستعانة بعدد من «الحافلات السياحية» التي تجوب مواقع التنزه والآثار في مواسم السياحة، وهي إحدى الأفكار المتميزة للهيئة والتي تنقل السائح والزائر ضمن برنامج سياحي يعتمد على التنقل إلى كل المواقع مع وجود تعريف بالمواقع وخطط إرشاد سياحي وتوزيع العديد من المعلومات السياحية على السواح لتعريفهم وتثقيفهم بالمتنزهات والمواقع الأثرية وغيرها.
التطور في قطاع السياحة من حيث التخطيط المرتبط بالنتائج والمتزامن مع تطور متزايد في الجودة رغم وجود الصعوبات والعوائق يتطلب وقفة جادة من القطاع الخاص الذي يجب أن يكون شريكًا حقيقيًا مع الهيئة في إنجاز العديد من الخطط المشتركة، إضافة إلى أهمية رفع الوعي السياحي لدى المستثمرين في قطاعات الإيواء والاستثمار والتسويق السياحي لتحقيق الأهداف وتوظيف رؤية المملكة 2030.
على رجال الأعمال والمستثمرين السياحيين فتح آفاق جديدة من الاتفاقيات والتعاون المشترك مع هيئة السياحة وفتح مسارات واعدة للاستثمار الحقيقي المشمول بخدمات عالمية عالية المستوى لكسب ثقة الزائر والسائح، وأيضًا مساعدة الهيئة في خلق فرص التوظيف والتدريب للشباب في القطاع السياحي، وكذلك تعاون القطاع الخاص بشأن تخفيض التكاليف في مجالات السياحة والخدمات الترفيهية.
هيئة السياحة ماضية في تطوير الكفاءات والخدمات، وعلينا أن نشيد بجهود «قائدها» في وقت يجب أن يتعاون الجميع وأولهم القطاع الخاص بالمشاركة والتعاون المثمر لنيل ثمار النجاح سويًا بما يعود على وطننا ومستقبله بالفائدة والنفع.