أحمد المغلوث
المعاناة هي طعم أحاديثهم هم وغيرهم من سكان الأحساء في مجالسهم الخاصة وحتى داخل بيوتهم. تختلف تعبيراتهم عن هذه المعاناة التي طالت وامتدت لسنوات. بدون تبرير يقبله العقل في زمن الإنجاز والإعجاز، فكم من مشروع في وطننا الحبيب أنجز خلال فترة قصيرة من عمر الزمن. وكنت جالسا كالعادة مع مجموعة من المعارف والأصحاب نتحدث عن آخر الأخبار والمستجدات المحلية والعربية وحتى العالمية.
عندما حكى أحدهم حكاية حدثت لقريبته التي قرر زوجها في الأيام الأخيرة من موعد ولادتها أن يصحبها قبل سنوات لتلد عند أسرتها في الشرقية حيث تقيم. وكيف عانت من مطبات التحويلات الواقعة التي تم تنفيذها مجاورة لمشروع نفق شارع الملك عبدالله مع شارع الظهران مدخل الأحساء الشمالي، والذي يقع تقريبا بجوار مباني «الري» على الرغم من محدودية سرعته وحرصه على صحة زوجته الحامل التي كانت خائفة ووجلة من ان تتسبب المطبات في حدوث ما لايحمد عقباه..وكان ذلك بفضل الله ثم الأدعية التي كانا يرددانها طوال عبور هذه التحويلة التي لابد من المرور من خلالها. فلا خيار أمام القادمين والمغادرين من الاحساء وإليها الا عبر هذه التحويلة البائسة اليائسة والتي هي نفسها تكاد تصرخ وتئن من فرط استمرارها طوال هذه السنوات. لكن الله سلم وتجاوز مع اسرته متاعب التحويله التي طال امدها..
ويضيف ساخرا. قد لا تصدقون أنه بالأمس وفي مساء يوم الخميس كانا مدعوين لدى اسرة زوجته في الدمام. وسافرا بعد صلاة المغرب وكان برفقتها ابنهما الذي كان قبل سنوات في رحم والدته. وفي الطريق طلب ابنهما الصغير ان يشتريا له « ايسكريم» فلم يتردد والده أن حقق له طلبه. وخلال عبورهما « التحويلة « سقط « الايسكريم « من يد طفلهما . وراح يبكي بحرقة فهو لم يكمل اسكريمه بعد ونفسه كما يقال « فيه « وراحت والدته تنظر اليه وهي تقول له :احمد ربك يا ولدي سقط منك الايسكريم وتلوث ثوبك.لكنك سالم وبعافيتك. ولو تعلم انك كدت يوما ما تسقط بين قدمي لولا فضل الله الذي حفظك من هذه التحويله ومشروعها الذي طال وطال.؟! عندها قاطعه أبو صالح: بيني وبينك تأخير إنجاز هذا المشروع. مثار تساؤل. لقد أنجزت العديد من المشاريع العملاقة في وطننا الحبيب وفي مختلف المناطق والمحافظات وبينها محافظة الأحساء جاءت بعده بسنوات.
وأضاف إنني مثل كل مواطن ومقيم في «أحساء الخير والعطاء « أحزن جدا حين أسمع أحدهم يتحدث عن معاناة أهالي الاحساء من تأخر هذا المشروع. الذي أصيب بالشيخوخة وهو مازال يحبو.
وأضاف: أليس هناك حلول سريعة وناجعة تخفف من معاناتنا التي استمرت للعديد من السنوات. واذا كان المقاول عاجزا عن التنفيذ في الوقت المحدد لماذا لا يسحب منه ويكلف غيره كما فعلت مناطق اخرى, فلدينا ولله الحمد والمنة شركات عملاقه.. قادرة وبفاعليه تنفيذ هذا المشروع وغيره خلال وقت مناسب.. أليس كذلك..؟!