سلطان المهوس
في عام 2015 أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ رغبته في تحويل أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان إلى قوى عظمى في كرة القدم، ونشرت مجموعته المركزية للإصلاح خطة مكونة من 50 نقطة، تتضمن خططًا فرعية لكل مستوى من مستويات هذه الرياضة، بدءًا من الاحترافية حتى الجمهور العادي.
تأهلت الصين لنهائيات كأس العالم مرة واحدة فقط في 2002 عندما خسرت كل مبارياتها دون أن تسجل أي هدف، كما أنها رغم الأقدمية وعدد السكان والضخ المالي لم تفز باللقب القاري الآسيوي قط، وكان أفضل مركز لها الثاني في 1984 بسنغافورة في الملحمة الشهيرة للمنتخب السعودي، و2004 عندما استضافت البطولة على أرضها وخسرت النهائي أمام اليابان.
ازدهر سوق وكلاء اللاعبين هناك بقيادة جوزيف لي المولود بهونغ كونغ والإيراني كيا جورابشيان لدرجة التحكم بالصفقات التي وصلت لمبالغ قياسية، أقلقت منظمات الرقابة والفساد الرياضية، وجعلتها تراقب الأمر؛ وهو ما جعل الحكومة تتخذ إجراءات ليست كافية مع الضخ غير المسبوق بهدف صناعة كرة القدم بالبلاد.
يعتقد الصينيون أن المال يصنع المجد الكروي والشهرة للكرة لديهم.. وبالرغم من اقتصادهم المتين وعدد سكانهم الهائل لم يرفعوا كأس بطولة أبدًا..!!
في كأس العالم الأخيرة خمسة رعاة للفيفا، بينها ثلاث شركات صينية؛ إذ يتطلع الصينيون لتنظيم كأس العالم 2030.
تصطدم الصين بفقر إرثها الكروي وغياب النموذج الكروي اللامع جماهيريًّا بسبب عدم وجود منجزات لمنتخبها الكروي الأول، كما أنها أصبحت مكانًا «مريبًا» للمال الكروي؛ الأمر الذي يجعل من مطالبة الفيفا بمراقبة الوضع الصيني مطلبًا مشروعًا حفاظًا على نزاهة كرة القدم، وعدم غض البصر عن ذلك بعدما ساعدت الصين بشركاتها في إنقاذ الفيفا من أزمة تراجع إيراداته عقب فضيحة الفساد التي تسبب فيها السويسري سيب بلاتر.
المال لا يمكن أن يصنع كرة قدم حقيقية..
أمامكم نماذج بكأس العالم والكؤوس القارية والدوريات المحلية..
المال يسهل الطريق لكن لا يضمن لك الوصول أبدًا..!!
الفكر هو من يقود المال..!!