عمر إبراهيم الرشيد
الإسلام دين الرحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، ومهما حاول أعداؤه العمل ضده إلا أن الله متم نوره ولو كره الكافرون. ترددت قبل كتابة هذا المقال وهذه الرسالة المفتوحة إلى سماحة المفتي إلى أن عزمت ورأيت الوقت مؤاتيا ونحن نقترب من شهر ذي الحجة العظيم وعيد الأضحى المبارك. ففي كل مرة أذهب فيها إلى المسلخ أعود منه بشعور عدم الارتياح وتأنيب الضمير، والأسف على طريقة الجزارين والقائمين على عمليات الذبح وأصحاب المسالخ ونحن معهم بسكوتنا عن تلك الممارسات المنافية للتعاليم الشرعية والهدي النبوي. فعند وصول الأنعام سواء الغنم أو الجمال أو غيرها، يتم إنزالها من السيارة وسحبها إلى داخل المسلخ، ومن هنا تبدأ المخالفة الشرعية، لأن الذبيحة توقف لتنتظر دورها في الذبح فتنظر إلى مثيلاتها تذبح أمام نظرها، فتراها ترتجف وتكاد تسقط ميتة رعباً وهلعاً من مصيرها الذي ينتظرها فأين نحن من النهي النبوي الكريم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا ترها السكين فإنك تقتلها مرتين)، وقال عليه السلام (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليسن أحدكم سكينه وليرح ذبيحته) الحديث.
أتفق مع من يرى أن تجنيب رؤية الذبيحة الحية للأخرى الغارقة بدمها أمر صعب للغاية، وهذا صحيح، لذا فإن المقترح الذي أسوقه ضمن هذه الرسالة المفتوحة، بأنه إما أن يتم إلزام المسالخ بوضع غطاء لرأس الذبيحة أو عصابة توضع على العينين وتلف حول الرأس. أو اتباع طريقة أخرى تستخدم في المسالخ في بعض الدول، وهي أن يتم وضع مسار تمشي فيه الأغنام ويكون مغطى من الجوانب فلا تنظر الأغنام إلى عمليات النحر، ولا تخرج من المسار إلا ويتم ذبحها مباشرة دون انتظار. أمر آخر لا يقل أهمية بل ويكمن فيه الخطر برأيي، وهو أن الذبيحة وهي حية تنتظر دورها وبالكاد تقف على رجليها بل إن بعضها تسقط من الهلع، أتساءل كيف يكون وضعها الصحي وسلامة لحمها للاستهلاك بعد هذه المرحلة، أفلا تكون كثير من الأمراض الصحية التي استشرت في وقتنا الحالي من أسبابها مثل هذه الممارسات؟ وهذا تساؤل لا تشخيص فلست من أهل الاختصاص. ثم كيف ننتظر البركة في هذه اللحوم ونعلم كمسلمين معنى البركة في كل الأمور ومن أهمها الطعام.
هذه رسالة مفتوحة إلى فضيلة المفتي منتظراً فتواه جزاه الله كل خير وتوفيق حيال هذه المسألة، ولا أرى صعوبة تحقيقها بإذن الله إذا خلصت النية واستلهمنا هدي نبينا الكريم عليه السلام وديننا الحنيف، فاللهم اشهد أني بلغت النصيحة.