لبنى الخميس
كم فكرة عظمية ولدت في رأسك؟ وشعور نبيل كبر في قلبك؟ وكلمات جميلة تراكمت على لسانك؟ لكنك لم تحققها.. لم تعبر عنها.. ولم تبح بها.
هذا الواقع المليء.. بأفكار تم دفنها.. ومشاعر تم تجاهلها.. وكلمات تم تأجيل البوح بها.. دفع الكاتب تيد هنري لكتابة كتابه «الذي تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً والذي استلهم فكرته من محاضرة حضرها وسأل المتحدث فيها الحضور: ما أثمن أرض في العالم؟ فأجاب البعض: مانهاتن، وأجاب البعض الآخر منطقة الخليج الغنية بالنفط.. أما الفريق الأخير فأجاب مناجم الألماس في أفريقيا.. فرد المدير بل هي المقبرة.. ولما بدأ يشرح قال إن المقبرة مليئة بأفكار ومعلومات وخبرات ومشاعر لأشخاص رحلوا ممتلئين بها.. ولو فرغوها قبل أن يرحلوا لكانت الحياة مختلفة.. الفكرة قد تبدو فلسفية.. ولكنها عميقة وواقعية في الوقت نفسه.. ما دفع الكاتب تيد هنري أنه يكتب كتابًا كاملاً عنها بعنوان: «مت فارغاً»، وأعطى أمثلة وتدريبات عملية لذلك، حتى لا يمضي العمر وأنت مثقل بأفكار رائعة ومشاعر نبيلة ومعلومات ثرية لم تشاركها مع العالم.
ماذا عليك أن تفعل إذا أردت أن تموت فارغاً؟
1 - اليوم هو اليوم
في محاضرة تابعتها لتيد هنري تحدث فيها عن سيناريو شد انتباهي، وهو: لو كان هناك شخص سيقضي معك يوماً كاملاً.. من لحظة استيقاظك.. إلى موعد نومك.. ليوثق كل تفاصيل يومك.. ماذا تفعل؟ ماذا تأكل؟ ما الذي يحمسك للعمل؟ ما الذي يغضبك؟ ما الذي يسعدك؟ كم من يومك تقضيه في العمل؟ وكم منه في التعلم؟ هل هناك جزء منه لمساعدة الآخرين؟ أم أنه مستأثر بكل ساعات يومك؟ ثم سيفرغها لاحقاً في تقرير يكتبه عنك، لينتج عنه كتابًا عن حياتك مستلهمًا من أحداث وتفاصيل يوم واحد من حياتك. هل ستفعل شيئاً مختلفاً؟ هل ستتبنى عادات مغايرة؟ هل ستبطق أفكاراً خزنتها في الدرج؟ أو تبوح بمشاعر ظلت مكبوتة في داخلك؟ قوة هذا السيناريو المتخيل تكمن في أنه يعيد الوعي باللحظة، ويضعك وجهاً لوجه أمام كل ما أردت تأجيله، كونك بعيدًا عن أنظار الآخرين وخارج نطاق أحكامهم.
2 - وهم الكمال
كم فكرة رافقتكم لسنوات طويلة.. على أمل تعدلونها وتطورونها وتطلقونها في الوقت المناسب؟!
الوقت المناسب هو وهم اخترعناه لتأجيل أحلامنا.. وتأخير تحقيق أهدافنا.. كل الأوقات مناسبة لو أردنا ذلك! طبعاً عدا الظروف القاهرة جداً.
أحياناً يجب أن تقتل المفكر الدكتاتور في داخلك الذي يؤخر كل مشروع جميل تحت ذريعة التطوير وحجة الوقت المناسب، لتحيا الفكرة وتجد مكانها في هذا العالم!
في 2018 أطلق كل الأفكار والمشاريع التي ظلت مهملة في الدرج رغم أنها تستحق أن ترى النور.. وامنح الفرصة لأفكارك أن تتنفس!
3 - أين قبعاتك الحمر؟
تذكر كلما ضاقت بك السبل في الوصول إلى الناس لتقديم فكرة.. أو إيصال معلومة.. أو مشاركة شعور.. تذكر أنك تملك وكالة أنباء كاملة في جيبك تدعى الآي فون، تحتوي على منصات تواصل يسكنها الملايين من المتعطشين للأفكار الخلاقة والمحتوى المتجدد.. اصنع علامات تدل عليك.. ترسم إبداعك.. وتقدم فكرك.. سماها الكاتب والمتحدث التحفيزي سايمون سينك القبعات الحمراء.. لا يكفي أن تكون الشخص الأكثر إبداعاً في العالم.. يجب أن يعرف الناس ذلك من خلال خريطة قبعات حمراء رسمتها ليصل من خلال الجمهور لك.