د. محمد بن صالح الظاهري
مؤخراً تعرضت ناقلتا نفط تابعتان لشركة البحري تنقلان نفطًا خامًا من عملاق النفط «شركة أرامكو السعودية» إلى أسواق عالمية عبر باب المندب قبالة ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه المليشيات الحوثية، وكان الحادث صادماً لعدد من الدوائر العالمية لأن بعضها عملت على تسويق أن لا خطر على التجارة الدولية في هذا المضيق من المليشيا الحوثية التي لم تترك شيئاً إلا ودمرته تنفيذًا لتعليمات سيدها الإيراني للإضرار بالدول العربية وتدميرها، وهي التي تعيث فساداً في الحديدة ومينائها.
التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ظل يؤكد أن بقاء هؤلاء الإرهابيين في الحديدة سيعرض الملاحة الدولية لخطر وستكون هناك كوارث لا تحمد عقباها، وكاد يتحقق ذلك في حادثة الفجر التي تعرضت لها الناقلتان لولا لطف الله، إذ كان البحر معرض لتسرب كميات من النفط الخام وهو ما قد يسبب كارثة بيئية كبيرة، ولكن ليس ككل مرة ستسلم «الجرة»، لذلك بات على المجتمع الدولي لزاماً أن يتحرك ويتفاعل بصدق مع ما تدعو له المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أن بقاء الحوثيين المدعومين من إيران في الحديدة يمثل خطراً كبيراً على ملاحة الدولة في مضيق باب المندب وسيؤثر حتماً على التجارة الدولية، فلا يمكن للسفن أن تتحرك وسط ظروف غير آمنة تتمثل في ترك هذه المليشيات الحوثية تسرح وتمرح بالحديدة وسط دعم من دولة مارقة وتمثل الدولة الأولى في العالم الداعمة للإرهاب.
إن التحرك دولياً بات ضرورياً اليوم أكثر من أي وقت آخر، فكما يقال «رب ضارة نافعة»، فما تعرضت له الناقلتان دق ناقوس الخطر حيال هذه الجماعة التي لا تحترم المواثيق الدولية ولا تلتزم بخطوط حمراء ولا تعي فداحة ما تقوم به، لذا دعم المجتمع الدولي لجهود المملكة والإمارات حيال هذا الأمر واجب وليس اختياراً خصوصاً من تلك الدول التي تتفهم الوضع وتدرك خطره، مع تجاهل الدعوات المشبوهة من بعض الدول بالتعاون مع هذه المليشيات القذرة التي آذت اليمن واليمنيين طيلة السنوات الماضية وأدخلت البلد في وضع كارثي غير مسبوق.
يدرك الجميع أن ما قبل حادث الناقلتين شيء وما بعده شيء آخر تحديداً بعد إيقاف المملكة في لحظتها إيقاف تصدير النفط عبر هذا المضيق مؤقتاً حتى تتم معالجة الوضع وإنهاء الحالة غير الطبيعية التي تحدث في الحديدة وطرد المليشيات الحوثية من الساحل بالكامل وإبعادهم إلى حيث جحورهم في الجبال.