محمد بن علي الشهري
كثيرة هي المبررات التي ظلت تركن إليها إدارات أندية معينة زمناً طويلاً لتبرير فشلها في تحقيق تطلعات جماهيرها، لعل أبرز وأشهر تلك المبررات كما هو معلوم هما: (التحكيم) و(الإعلام)، والضرب المستمر على وتريهما دون كلل أو ملل؟!.
اليوم سيكون موضوعي عن جانب من حكاية تلك الأندية مع مبرر الإعلام.
فقد بدأت الحكاية بالتركيز على مقولة: (نادينا يفتقر إلى الإعلام) كواحدة من ذرائع التهرب من المسؤولية عن أي فشل.. ويضيفون، سواء تلميحاً أو تصريحاً: أن الإنجازات التي نجحت في تحقيقها أندية أخرى، إنما يقف خلفها الإعلام.. وهو ما شكّل نزعة قوية ومغرية لدى عدد كبير جداً من جماهير ذلك النادي للانخراط (زرافات ووحداناً) في مجال الإعلام الرياضي تحديدا، إلى درجة أنك لو قلبت (حَجَراً) في أطراف (الرُبع الخالي) لوجدت أحدهم تحته، وبذلك استحوذوا على معظم وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي!!.
وكان من الطبيعي أن تفضي تلك الزحمة واختلاط الحابل بالنابل، إلى التباري حول مَن يضلل جماهير النادي أكثر في سبيل اكتساب رضاها وإعجابها.. ناهيك عن التباري والتسابق لنيل شرف الأكثر إساءات للأندية الناجحة والمتميزة، والانتقاص من نجاحاتها وتميزاتها، والقدح في إنجازاتها من خلال تداول الأكاذيب وبث الشائعات وهكذا، فماذا كانت النتيجة؟؟.
النتيجة أن أندية تلك الجيوش الجرّارة من إعلاميي (أبو ريالين) ظلت على حالها، بل ساءت أوضاعها أكثر من ذي قبل، فيما واصلت الأندية الناجحة مسيرتها قدماً في تحقيق تطلعات عشاقها، وبالتالي فشلت فكرة التجييش الإعلامي فشلاً ذريعاً، لأن الهدف أصلاً كان هدفاً (وهمياً) الغرض منه صرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية للفشل في تحقيق تطلعات الجماهير.. إذ إن للنجاحات في ميادين التنافسات وتحقيق المنجزات مقوماتها التي ليس الإعلام من بينها، وإلاّ كانت المسألة (سداح مداح)؟!!.
خلاصة القول: وبما أن المهمة التي استدعت تشكيل هذا العدد المهول من الإعلاميين غير المؤهلين مهمة (وهميّة) كما أسلفت، وبما أنها قد فشلت في أن تجعل (من الفسيخ شربات) كما فشلت في تشويه الحقائق.. لهذا يكون من الطبيعي جداً أن يحدث بينهم ما حدث وما زال يحدث من حروب ومناكفات، وسباب وشتائم، والضرب تحت الحزام وفوقه، وتراشقات ساخنة، مصداقاً لقول الشاعر: (كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله).
وبذلك يمكن القول: إن هذه واحدة من جنايات تلك الإدارات بحق أنديتها وجماهيرها، يعني (على أهلها جنت براقش).