سعد السعود
كان هذا الصيف مختلفاً رياضياً عن سنوات ماضية.. بل لم يشبهه أي صيف كان بأي حال من الأحوال.. فالحراك الذي حدث في التعاقدات من حيث الكم وكذا الكيف كان كامل الدسم فنياً.. فتسابقت الأندية على الإمضاء.. وتكفلت الهيئة بأغلب القادمين.. سواءً مدربين كانوا أو لاعبين.
لكن برأيي فالحديث عن الجودة الفنية لهذا القادم أو ذاك يبدو متسرعاً.. وتقليب الأوراق لهذا الفريق أو ذاك لا يمكن أن يعطي حكماً مقنعاً.. بل حتى الاتكاء على زاد بشري ماض ونجوم لهذا الفريق أو ذاك لن يمنحك صورة كاملة عن المستقبل.. فمع وجود سبعة لاعبين أجانب داخل الملعب ستتلاشى أو تقترب الفروقات الفنية.. ويصبح التباين بين هذا الفريق أو الآخر بغض النظر عن مسماه أقل بكثير عما مضى من سنوات.
الملاحظ أن بعض الفرق عرفت كيف توجه بوصلة اختياراتها.. فانتقت بعناية المراكز التي تحتاجها.. في حين أن البعض الآخر لم يكن دقيقاً في تعاقداته.. فجلب غير ما يحتاجه.. أو كدّس في مراكز وتجاهل أخرى.. وسأضرب مثالاً على الشباب فالفريق الذي لم يسجل العام الماضي سوى 36 هدفاً في 26 مباراة لم يجلب رأس حربة صريحاً حتى كتابة هذا المقال.. ولا أدري كيف سيقاتل الفريق هجومياً ولا يملك سوى ناصر الشمراني الذي جاوز الخامسة والثلاثين عاماً فضلاً عن الشاب عبد الله الحمدان.
ولنذهب للهلال كمثال آخر.. فلا يشك أحد مطلقاً أنه يملك أفضل لاعبي وسط وصناع لعب في المملكة من المحليين.. بوجود سالم الدوسري والعابد والفرج علاوة على كنو وعطيف.. أضف لهم جاهزية ادواردو.. ومع هذا تتناقل الأخبار وتؤكد حتمية انتقال عموري العين للزعيم.. وبغض النظر عن القيمة الفنية لعموري والتي لا يختلف عليها اثنان.. لكن السؤال أين سيكون محل العابد مثلاً من الإعراب وربما سالم ولا تسألني عن كنو وذلك بتواجد ادواردو وعموري؟
وقس على ذلك النصر الذي كان ربما يملك العام الماضي أفضل جناحين من الأجانب.. ومع هذا وجدناه يحضر مرابط وأحمد موسى.. واللذين ولا شك هما الأعلى قيمة فنية.. لكن ألم يكن هنالك مراكز أولى بالرعاية؟.. وكذا يبدو التساؤل مطروحاً في الأهلي والذي يملك أفضل رأس حربة أجنبي وهو عمر السومة.. ويملك كذلك أفضل رأس حربة محلي وهو مهند عسيري.. ومع كل هذا وجدناه يحضر تافاريس هداف الدوري المكسيكي!
ما أريد قوله انه مع هذا الكم من القادمين فالنجاح كما هو الفشل وارد.. لكن متى أحسنت اختياراتك.. ووضعت تلك الاختيارات حسب احتياجاتك.. فمعدل الفشل أقل.. مع ملاحظة أن إمكانية التصادم بين اللاعبين بذات المراكز متى اتخمت بعض الخانات بلاعبين متعددين بجودة عالية.. فمشاركة هذا على حساب الآخر سيجعل الأمر أقرب للانفجار منه للانفراج.. عموماً نتمنى أخيراً أن تسهم هذه الخطوة بزيادة الإثارة وترفع من اسم الدوري السعودي عالياً.. مع خشيتي كل الخشية أن يؤثر هذا الكم من الأجانب بتقليص فرص اللاعبين المواطنين.. وهو ما سينعكس سلباً على خيارات مدرب المنتخب.
خاتمة
قيل: من يتبصر في الاختيار قليلاً ، ينتقي الأسوأ دائماً.