يوسف المحيميد
حتى كتابة هذا المقال، لا أعرف السبب الحقيقي وراء التخلص من لوحات الفنانين التشكيليين الذين يعملون في مراسم قرية المفتوحة التشكيلية، وهذا أحد عيوب الجهات الرسمية حينما تتأخر في إصدار بيان يوضح الأمر بكل شفافية ووضوح، بدلاً من ترك الباب مفتوحاً للتكهنات والشائعات، فهل ستقوم وزارة الثقافة بإعادة ترميم القرية، ولو كان ذلك صحيحاً يمكنها نقل اللوحات إلى مستودع لحين الانتهاء من أعمال التجديد. هل سيتم استبدال الفنانين الذين احتلوا المراسم لسنوات بغيرهم من المواهب الشابة الجديدة، لمنحهم الفرصة كغيرهم؟.. هل هناك أفكار جديدة بتحويل القرية إلى مزار، أو متحف للفنون مثلاً؟.. لا أعلم، لكنني تمنيت أن تخرج وزارة الثقافة، أو هيئة الثقافة، عن صمتهما، وتوضحان ملابسات هذا الأمر الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي.
ما لم أحبه في هذا الموضوع، تعبير البعض عن غضبهم، بإحراق لوحات تشكيلية وتصوير ذلك المشهد، وبثه في تويتر وغيره، إمعانًا في دراما الحزن وتعبيراً عن إهانة اللوحة التشكيلية، ومع تقديري الشديد لهؤلاء الأخوة، ليس هكذا تُعالج الأمور، ومع تقديري أيضًا لهذه اللوحات التي كانت تحتل مراسم القرية لسنوات، أجد معظمها متواضعة القيمة فنياً وجمالياً، بل هي أعمال بدائية ومدرسية، لا أعتقد أنها ترقى لذائقة فنية متطورة تعيشها الفنون لدينا، بالذات في قاعات العرض (الجاليري) التي يتبناها القطاع الخاص، ولو كان ضمن أهداف قرية المفتاحة التشكيلية تطوير الفن التشكيلي في الجنوب، أعتقد أنها لم تستطع تحقيق ذلك الهدف المنشود، على الأقل من خلال صور اللوحات الكثيرة التي أخرجت من غرف القرية، وتكررت صورها في مواقع التواصل الاجتماعي.
أظن أنه يجب الفصل بين نتاج ورش التدريب للمبتدئين، وبين الأعمال الفنية المتميزة، كما يجب أن تعمل وزارة الثقافة على تطوير هذه القرية التي أنشئت لأهداف ثقافية نبيلة، لكنها لم تحقق الكثير منها، مع أنها حافظت على معمارها التراثي المميز، وقبل ذلك يجب على الوزارة والهيئة أن تضعا المثقفين والمهتمين والمواطنين عموماً، بما تنوي عمله سواء في هذه القرية أو غيرها.