سلطان بن محمد المالك
حدث رائع في مملكتنا الحبيبة انتهى الأسبوع الماضي كان نتيجة عمل جماعي منظم أشاد به كل من حضر أو تابع من داخل وخارج المملكة. هاكثون الحج كان عملاً رائعاً قدمه لنا الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز والذي لم يكمل عامه الأول منذ تأسيسه.
نجاح الهاكاثون ليس فقط في حسن تنظيمه بل بسبب فكرته الرائعة بتجمع أكثر من 2950 مبدعاً ومبرمجاً وهاوياً. فعلى مدى 3 أيام في جدة تجمع آلاف المطورين من الجنسين ومن أكثر من 51 دولة، كان بينهم تنافس كبير من أجل تقديم مبتكرات وأفكار وتطبيقات ذكية استمراراً لجهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن واغتناماً للمواهب التقنية الشابة، التي تبرز ضمنها مشاركة المرأة في استكشاف وتطوير تقنيات موسم الحج.
وشملت المنافسة في هاكاثون الحج المجالات المحيطة بموسم الحج وخدماته وتحدياته، بما في ذلك الأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، والتحكم بحركة المرور، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات والمخلفات، والإسكان، وحلول التواصل.
كان الهدف الأساسي لهذه الفعالية تطوير مهارات الشباب السعودي التقنية عبر توفير بيئة مثالية لتبادل الخبرات مع مطورين محترفين من كافة أنحاء العالم في أجواء تنافسية محفزة على الابتكار والابداع، ويبدو أن ما تحقق من نتائج فاقت ذلك الهدف من خلال حجم المشاركات والتفاعل والفائدة وبروز مشاركة الفتاة السعودية بل تفوقها وحصولها على المركز الأول في المسابقة، كما أن كسر المملكة للرقم القياسي في موسوعة غينيس لأكبر تجمع لهاكاثون في العالم كان حدثاً مهماً للغاية.
المشاركة في مثل هذه المحافل والفعاليات مهمة للشباب المحترف من الجنسين في التطبيقات والبرمجيات الرقمية وفرصة رائعة للتعلم والاستكشاف كما أنها فرصة كبيرة للالتقاء بالمطورين والمبرمجين من أنحاء العالم، مع إتاحة فرص للعمل غي مجال البرمجيات والتطبيقات.
ولعل من المهم الإشارة إلى أن هذه المبادرة من الاتحاد في المساهمة في إثراء وتحسين تجربة الحجيج؛ تأتي في إطار التزام المملكة بتحفيز المناخ الابتكاري والوصول إلى الريادة الإقليمية والعالمية في مجالات التقنية؛ مما يصب في مصلحة دعم الطاقات الشابة وتوفير الفرص المتنوعة لها، وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ما شاهدته وتابعته خلال الفعالية من إهتمام ورعاية مباشرة من معالي رئيس الاتحاد المستشار سعود القحطاني وفريق عمله الرائع يؤكد حرصهم نحو سرعة العمل والإنجاز ليصبح هذا الاتحاد الجديد في فكرته أنموذجاً للاتحادات الأخرى مختلفة الأنشطة، وكما توقعته في مقال سابق أن يكون له وجود قوي ليس في المحافل المحلية بل يتعداها للمحافل الدولية، كل التوفيق للاتحاد وجميع القائمين عليه مع تطلعاتنا لأن نرى استمرار نجاحاته وللأمام فكما قال سمو ولي العهد – حفظه الله- محمد بن سلمان «طموحنا عنان السماء».