فيينا - «الجزيرة»:
وقع أمس مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية "أوفيد"، سليمان جاسر الحربش، اتفاقيتيْ قرضين مُيسّرين بقيمة إجمالية قدرها 34 مليون دولار أمريكي مع حكومتي كل من ساحل العاج ومالاوي.
وتأتي هذه التمويلات الجديدة في إطار برنامج أوفيد الإقراضي المُيسّر العشرين واستراتيجياته السّاعية إلى تعزيز النّهج الترابطي الإنمائي الشّامل لضمان تحقيق أمن الماء والغذاء والطّاقة.
وقد وقع الاتفاقيتين اللتين جرت مراسمهما في مقر أوفيد بالعاصمة النمساوية، فيينا، مع مدير عام أوفيد، كل من سفير جمهورية ساحل العاج والممثل الدائم لدي النمسا، روجر كاسو؛ وسفير جمهورية مالاوي في ألمانيا، مايكل نكوما.
وفي كلمته خلال مراسم التوقيع، أشار الحربش إلى أن اتفاقية القرض المقدم لساحل العاج، وقدره 19 مليون دولار أمريكي، سيتم بموجبها تمويل برنامج متكامل لتطوير سلاسل القيمة الزراعية لتحسين الأمن الغذائي والدخل لنحو 33 ألف أسرة في خمس مناطق ريفية منخفضة الدخل في ساحل العاج.
ويستهدف هذا القرض إعادة تأهيل وتشييد البنية التحتية الاقتصادية اللازمة لتعزيز إنتاج المحاصيل المروية، وتيسير سبل وصولها للأسواق والتصدير.
ويشمل نطاق البرنامج تعزيز قيمة المنتجات الزراعية وتحسين الإمدادات وتنسيق برامج المراقبة والتقييم.
وأضاف الحربش أن اتفاقية القرض الثاني وقدره 15 مليون دولار أمريكي، سيتم بموجبها المساهمة في تمويل مشروع إعادة تأهيل وتوسعة شبكة الإمداد بالمياه في مقاطعة كارونغا شمال جمهورية مالاوي.
ويستهدف هذا المشروع توفير إمدادات المياه الصالحة للشرب على مدار الساعة، فضلاً عن تعزيز خدمات الصرف الصحي وفقاً للإستراتيجية الوطنية للنمو والتنمية في مالاوي.
ومن المتوقع أن يستفيد ما يزيد على 184 ألف شخص في مناطق المشروع المعنية.
وأشاد الحربش بتاريخ التعاون الطويل بين أوفيد وكل من ساحل العاج ومالاوي، مشيراً إلى أهمية المشروعين الجديدين اللذين يشارك في تمويلهما المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة (إيفاد) بالتعاون مع حكومتي ساحل العاج ومالاوي.
وأكد الحربش أن المشروعين يأتيان تفعيلاً لجملة من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة في قمة أممية تاريخية في سبتمبر- أيلول 2015، التي ساهم أوفيد في صياغتها ويضعها نصب عينه، وعلى رأسها الهدف السابع عشر المعني بتعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل أهداف التنمية المستدامة بدءاً بالهدف الأول وهو القضاء على الفقر لا سيما في المناطق الريفية الفقيرة، والهدف الثاني المعني بالقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة؛ والهدف السادس المعني بضمان توفير المياه وخدمات الصرف الصحي، ومن ثم تحقيق الهدف الثالث المعني بضمان تمتُّع الجميع بأنماط عيش صحية ورفاهية.
من جانبه، أعرب سفير ساحل العاج والممثل الدائم لدى النمسا، روجر كاسو، عن شكر وامتنان فخامة الرئيس الحسن عبدالرحمن واتارا وحكومة بلاده على دعم أوفيد المتواصل، مؤكداً أهمية هذا المشروع إذ يعزز الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية لحكومة بلاده التي تقوم على أساس التخفيف من حدة الفقر وتحفيز النمو الاقتصادي من خلال التنمية الزراعية.
بدوره، أعرب سفير مالاوي لدى ألمانيا عن شكره باسم حكومة بلاده وشعبها على تمويلات أوفيد الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا القرض الجديد الموجه لدعم إعادة تأهيل وتوسعة شبكة الإمداد بالمياه في مقاطعة كارونغا يأتي في إطار خطة التنمية في بلاده التي تستهدف توفير إمدادات المياه الصالحة للشرب على مدار الساعة في المناطق المنخفضة الدخل، وأكد حرص بلاده على زيادة حجم التعاون مع أوفيد.
جدير بالذكر أن تاريخ التعاون بين أوفيد وساحل العاج ومالاوي يعود إلى عامي 1982 و1977 على التوالي، قدم خلالها أوفيد العديد من التمويلات لدعم مشروعات القطاع العام، وفقاً للأولويات الإنمائية في كل من البلدين، ومن بينها قطاع الزراعة والتعليم والطاقة والصحة والصناعة والنقل. ويأتي هذا بالإضافة إلى تقديم مجموعة من المنح الإقليمية والوطنية للمساهمة في تمويل مختلف المشروعات والمبادرات الصحية والتعليمية والطاقة الشمسية والأبحاث الزراعية.