د. محمد عبدالله العوين
قبل البحث عن حال العالم بعد سقوط الملالي؛ لا بد من الإجابة على سؤال: هل سيسقط النظام؟ ومن سيسقطه؟
لقد قامت ثورة الخميني على فكر غير قابل للحياة؛ فهو يتصف بموبقات تقتله من داخله؛ لأنه ينطلق من أوهام وخرافات تغيب العقل وتحول أتباعه إلى دراويش أو مجاذيب يعيشون في الماضي وتخدرهم مرويات مكذوبة مصطنعة وتغذيهم على فكرة الصراع الدائم بين الطوائف، وتحيل الأتباع إلى قصص وأحداث تاريخية مضخمة ومنفوخ فيها؛ لاستدرار العواطف وإثارة مشاعر الانتقام، مع أن أي عاقل يعلم أنه من المستحيل استعادة ما حدث قبل ألف وأربعمائة عام، ثم إن ثورة الخميني نهضت على ما تسميه «تصدير الثورة» أي التوسع والاحتلال ونشر خرافات المعممين، وغاية التصدير تكوين مليشيات وأتباع وموالي كحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وأكثر من ستين حزباً ومليشيا باسم الحشد الشعبي في العراق، كما أن الثورة المزعومة التي تتوسل بالطائفة لا تذهب بعيداً عن التعصب للعرق الفارسي؛ فهي لا ترى الأتباع من غير الفرس إلا موالي لا يستحقون أن يكون لهم دور حقيقي في إدارة بلدانهم كما هو الوضع في سوريا والعراق ولبنان واليمن؛ بل سعت إلى أن تدمر تلك البلدان من خلال إثارتها للفوضى فيها وتكوينها جماعات إرهابية كالقاعدة وداعش من طرف سني وأحزابها من طرف آخر ليستمر الصراع ولا يتوقف ليستمر التدمير ولا تنطفئ الحروب في البلدان المذكورة، ووسعت محيط الفوضى التي أشعلتها فامتدت إلى ليبيا والصومال ومالي ونيجيريا والنيجر من خلال تكوينها ودعمها جماعات متطرفة كبوكو حرام وغيرها.
إن أقوى داء لا برء منه في ثورة الخميني هو الشوفينية والكراهية والشعور الأعمى بالتفوق التاريخي وعدم القدرة على التعايش مع الشعوب والثقافات الأخرى؛ وبخاصة مع جيرانها العرب.
لذلك فإن سقوطها من داخلها بثورة شعبية أقرب بكثير من سقوطها من خارجها بحرب مع دولة كبرى كالولايات المتحدة.
يبدو أن الحرب الاقتصادية أقرب وأقل كلفةً وخطراً من حرب عسكرية، وحتى لو تمت مباحثات مطولة بين إيران وأمريكا كما دعا الرئيس ترامب؛ إلا أن الأمور تسير من جانبهم في طريق التعنت؛ على الرغم من أنهم هم من سعوا وطلبوا الحوار بوساطة دولة خليجية، والمرجح ألا يتم اتفاق في المباحثات المزمع إجراؤها، ومن ثم سيبدأ تطبيق العقوبات الاقتصادية الضاغطة التي ستدفع الشعوب الإيرانية بعد التدهور الحاد في الحياة المعيشية إلى مواصلة الثورة على المعممين.
ولنتخيل كيف سيكون العالم لو سقط النظام؟
سيعم الهدوء المنطقة العربية والإفريقية وأفغانستان وباكستان، وستنطفئ الحرائق في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا، وسيندثر شيء اسمه «حزب الله» في لبنان، وسينسى الناس اسم «حسن نصر الله» وسينقرض الحوثيون، وستموت أحزاب العراق، وسيختفي بشار، وسينتهي الانقسام بين الفلسطينيين، وستعود الدوحة إلى حضنها الخليجي والعربي.
سيعم السلام العالم بسقوط «ولاية الفقيه».