سمر المقرن
في تاريخي الإعلامي، حضرت مئات المناسبات، لكني لم أرَ في كل ما حضرت مناسبة كـ«هاكاثون الحج»، التي أقامها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز على مدى الأيام الأربعة الماضية في مدينة جدة. من يرى الأعمال العظيمة والمتجددة كل عام لخدمة حجاج وضيوف بيت الله الحرام يتأكد أن كل الخدمات قد أوفت هؤلاء الضيوف كونها متكاملة من أدق إلى أكبر التفاصيل، لكن التطلعات والعطاءات ما زالت أكبر، إذ يأتي هاكاثون الحج بأفكار تقنية مبتكرة مذهلة ولا تخطر على البال وكل هذا في سبيل خدمة ضيوف بيت الله الحرام، حيث يدخل العنصر الشبابي في التجديد والتقنية لتقديم الخدمات المبتكرة ليصنعها الشباب صُناع المستقبل وأدوات التغيير والتطور العالمي للمشاركة في المتغيرات السريعة التي يعيشها عالمنا اليوم، والتحضير لمرحلة الغد مع مواكبة روح التقنية الحديثة التي صارت جزءاً من عالمنا وحياتنا بما فيه خدمة الحجاج.
يجتمع في هاكاثون الحج أكثر من 3000 آلاف متسابقة ومتسابق، من خمسين دولة حول العالم، تجمعهم الموهبة التقنية لمنحهم فرصة الابتكار في مجال التكنولوجيا والبرمجة، والأجمل في نظري «الشخصي» مشاركة الفتيات السعوديات الملفتة للنظر في هذه المسابقة، لنجمع من هنا حصيلة الأفكار التقنية وعصارة الابتكارات الشبابية لتيسير خدمة ضيوف الرحمن، بل سيكون هناك فرصة لتجربة المشاريع الفائزة في موسم الحج هذا العام، وسيكون العمل على نطاق أوسع عليها في مواسم السنوات القادمة، وأتوقع شخصياً استمرار هذه المسابقة العالمية لأن التقنية تتطور سريعاً في عالم متغير.
أهدافنا في خدمة حجاج بيت الله الحرام، كبيرة جداً، وتطلعات هذا الجيل كانت بحاجة لمثل هذه المسابقة التي هي بمثابة رعاية وتطوير لغرسة الفكرة والابتكار في العقل الشبابي، وتنمية الأفكار الخلاقة حتى لا تكون حبيسة العقول وتبقى مجرد حلم، فالحلم يتحقق، وجاءت الفرصة لمنح الفرص، ولتكون مسابقة تحمل جانبي الأخذ والعطاء من كل اتجاه، في أكبر تجمع للأفكار على مستوى الشرق الأوسط، بل مزيداً على منح الفرص لهؤلاء الشباب كانت الفرص أكبر في مقابلة أصحاب الإبداعات العالميين مثل جيمي ويلز مؤسس ويكبيديا، وستيف وزنياك الشريك في تأسيس شركة أبل.
كل ما نراه هو خطوات سريعة للمستقبل، والأحلام لم تعد مجرد أحلاماً، بل هي تتحقق كل يوم، في مدى أبعد من أن نتخيله.