سعد بن عبدالقادر القويعي
إعلان دخول المملكة العربية السعودية لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعد أن تمكن هاكاثون الحج، والذي يقيمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، والبرمجة، والدرون، من كسر الرقم القياسي كأكبر عدد من المشاركين في العالم بتسجيله لـ«2950» مشاركاً، يندرج ضمن تلك الجهود الجبارة، والتي تؤديها بلاد الحرمين الشريفين في صمت، وبدون هالة إعلامية؛ إيمانًا بواجبها تجاه ربها - سبحانه وتعالى -، وتجاه أمتها الإسلامية - خصوصا - وقد واكبها - أيضا - تطور العمل الخدمي المقدم للحجاج، بعد أن طوعت كثيراً من المشروعات في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والتيسير عليهم، وترجمة هذا الاهتمام، وتلك الرعاية إلى واقع ملموس؛ ليؤدوا مناسكهم بكل راحة، وطمأنينة.
شملت المنافسة في «هاكاثون الحج» القطاعات المحيطة بموسم الحج، وخدماته، وتحدياته؛ بما في ذلك الأغذية، والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، والتحكم في حركة المرور، وترتيبات السفر، والإقامة، وإدارة النفايات، والمخلفات، والإسكان، وحلول التواصل؛ لتكون تجربة عالمية مستقاة، تبحث الكثير من الدول عن كيفية الاستفادة منها، وبشكل يفوق كل التوقعات، وهو ما أكده - المستشار بالديوان الملكي رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرون - سعود بن عبدالله القحطاني، بأن دخول المملكة لهذه الموسوعة من بوابة هاكاثون الحج: «يؤكد طموح الشباب السعودي في أن تكون بلادهم بوابة التقنية في المنطقة»؛ ومشيراً إلى أن هذا: «يتوافق مع رؤية المملكة2030؛ باعتبارها رؤية طموحة، تأخذ بالمملكة إلى قفزة نوعية في كافة أوجه الحياة».
وحتى يتحقق للحج مقاصده، فقد أخذت هذه البلاد المباركة على عاتقها؛ باعتبارها الحاضنة الأمثل، والراعي الأول للحرمين الشريفين، بعد أن أبهرت القفزات الكبيرة التي حدثت في نوعية الخدمات المقدمة إلى الحجاج المتابعين، وزوار بيت الله الحرام، في إخراج هذا الحج العظيم بأنقى نسك، والحصول على الثواب، والأجر من الله، وذلك وفق استراتيجية متكاملة لتطوير المنظومة، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين في تأدية المناسك، مع ضرورة التأكيد على رسم السياسات، والاستراتيجيات؛ لتوقي المخاطر، والأزمات، ومواجهة المهددات، والتحديات على مختلف مستوياتها.