عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كان واضحاً من البداية أن الأمور لا تبشر بالخير في إدارة نادي النصر وأن العمل ركيك وأشبه بورشة تدريب، وقد سبق أن نوهت وذكرت في أكثر من مقال أن العمل النصراوي يشوبه بعض الغموض، ولا يوجد أي وضوح أو شفافية، خاصة في مجال التعاقدات ودعم الفريق الأول بعناصر تستطيع أن تنتشله من الإخفاق الذي لازمه آخر موسمين، خاصة بعدما وصل العدد المسموح به من اللاعبين المحترفين الأجانب إلى ثمانية لاعبين.
تابعنا رادار النصر الذي لم يستطع أن يقود أي طائرة للهبوط في المدرج النصراوي حتى الآن، باستثناء لاعبين فقط، لتأتي الأخبار المتوقعة وغير المستغربة عندما يكون العمل خارج نطاق الخدمة والاعتماد على عناصر قليلة الخبرة وضعف في اتخاذ القرار والتخطيط المسبق والمدروس، حيث تقرر إنهاء الفترة المتبقية من أيام المعسكر المجهز للفريق الأول في سويسرا الجميلة واستكمال المدة المتبقية في هولندا التي لا تقل جمالاً ولكن لا أعلم عن مدى الفائدة المتوقعة من الانتقال وتغيير مكان المعسكر غير المعد مسبقاً وهنا يتأكد مدى العشوائية بالعمل وعدم التنسيق المسبق؟ والإعداد الجيد؟ وكيف تستطيع إدارة الفريق تأمين مباريات جيدة وجديدة وقوية مع فرق معروفة ومفيدة إذا استثنينا لقاءات العمال في الإجازة الأسبوعية والنتائج الكبيرة التي تتجاوز فيها النتيجة العشرة والاثنا عشر هدفاً وكأني اتخيل نتيجة مباراة كرة يد.
ما سبق ذكره يدل على أن موسم النصر لا يبشر بالخير رغم كل التسهيلات والحوافز والدعم وإنهاء الديون وهذه بحد ذاتها تكفل النجاح لأي إدارة متى ما أحسنت وعملت على استغلال الفرصة، والحقيقة أنني لم أكن متشائماً أو متخوفاً في السابق من الوضع الحالي لفريق النصر مثل ما هو حاصل حالياً، فالخوف من استمرار الفشل بدأ يدب في نفس كل نصراوي ورياضي محب للتنافس، وما يجب أن يدركه كل نصراوي وأولهم إدارة النادي ومنسوبيه أن الجميع يعمل والكل استغل الدعم والتسهيلات واستثمار فرصة ارتفاع عدد اللاعبين المحترفين والكل أصبح يبحث عن التميز والإبداع وهو حق مشروع فلم يعد هناك فريق كبير وفريق صغير في كرة القدم نهائياً، ولكم في كأس العالم الأخيرة أكبر دليل فقد خرجت جميع المنتخبات المصنفة عالمياً بالأفضلية والأرقام والإحصائيات المتقدمة باستثناء البطل الفرنسي، واليوم الكل يسير بسرعة الصاروخ والكل يحاول أن يكون الأميز والأفضل والبطل إلا أنت يا نصر، فاعتقد أن قدرك أن تكون مكانك سر فالكل تغير إلا أنت أيها الجريح فلا زلت تنزف وتحرق قلوب عشاقك وتحرق مدرجك بنفسك فلن تجد من يتعاطف معك بعد اليوم.
نقاط للتأمل
- لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي تلك الأخبار التي تتوالى من معسكر الفريق النصراوي في سويسرا ولكن نقل المعسكر إلى دولة أخرى دليل على أن في الجو غيم وأنه لا يوجد دخان بدون نار والله يستر ويجعل العواقب سليمة.
- يقول المثل عط الخباز خبزه لو أكل نصفه، فالمعسكرات الخارجية تحتاج إلى إداريين أصحاب خبرة وممارسة ومتمكنين من ضبط الأمور واحتواء أي مشكلة طارئة، لأن المشاكل والمعوقات دائماً ما تحدث عندما تكون مجموعة يفوق عددها أربعين شخصاً بأفكار وأعمار وثقافة مختلفة وهنا تتضح المقدرة على التحكم والسيطرة على المشاركين في المعسكر.
- يطالب البعض بتوقف دوري النجوم للمحترفين عند مشاركة المنتخب الوطني في أي بطولة قارية أو غيرها وهذه المطالب من وجهة نظري غريبة، فالفرق وأنديتها ستعتمد بالتأكيد على العنصر المحترف الأجنبي والذي وصل عددهم إلى ثمانية ولن يعد للاعب المحلي فرصة للمشاركة إلا اثنين أو ثلاثة مع حارس المرمى فإذن لماذا يتم إيقاف الدوري فلن يعد للاعب المحلي أي تأثير كما كان سابقاً.
- استدعاء ثلاثة إعلاميين من قبل اتحاد الإعلام الرياضي لتجاوزات متكررة خطوة مميزة وبداية لتصفية الأجواء وإيقاف المشاحنات والإساءات، ولكن السؤال هل لا يوجد سوى هؤلاء الثلاثة فالعدد كبير وخاصة من يقلل من إنجازات أندية الوطن وكأنها من دولة أخرى ولكن إن شاء الله أنها بداية موفقة لوقف كل متجاوز ومسيء لرياضة الوطن وأبنائه.
خاتمة:
أغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يدك وأحسن الظن بالناس.. الدنيا مدرسة.. مديرها الزمن.. أساتذتها القيم... وتلاميذها البشر.. نتقابل غرباء، ونعيش أصدقاء ومهما عشنا فيها لا يبقى إلا الوفاء.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.