فهد بن جليد
على هامش فعاليات «هاكاثون الحج» التقيت الزميل الإعلامي عمرو أديب، الذي كان مبهوراً من هذا التجمع الأكبر من نوعه -حقيقة لا ألومه فالحدث فريد-، عمرو قال لي بطريقته الخاصة «على الآباء والأمهات في الوطن العربي التفكير جدياً في حث أبنائهم على التخصص في عالم التقنية والبرمجة، فهي المستقبل كما ترى من حولك، كفانا مهندسين وأطباء وإعلاميين ومذيعين.. إلخ, مع احترامي لكل هذه المهن، ولكن نحن بحاجة المزيد من هذه العقول النيِّرة التي ستنقلنا للمستقبل بكل صوره وتغيِّر من حياتنا», وأنت تتجول في أرقة «الهاكاثون» وتستمع لمداولات الفرق المشاركة ونقاشاتهم، ستُذهل من كمية ونوعية الأفكار المطروحة، التي يُمكن أن تتحول إلى منتجات تُحسِّن من تجربة الحجيج في رحلتهم الإيمانية.
اليوم يُسدل الستار على «الحج التقني» -إن جاز لنا التعبير-، والذي عشنا فصوله ومراحله بمشاركة الآلاف من المبرمجين والتقنيين من مختلف دول العالم، رحلة عظيمة وحالمة للمستقبل بامتياز -كل من شارك فيها هو فائز- فلا خاسر في هذا التجمع، فقد أتيحت الفرصة للجميع بعرض أفكارهم وحوكمتها على يد أباطرة التقنية في العالم، والالتقاء بعقول أُخرى متخصصة للاستفادة من تجاربهم والنهل من معارفهم، لن تكون «الثلاثة مشاريع» هي الفائزة فقط، فكل الأفكار السامية التي طُرحت لتُحسِّن من تجربة الحجيج جديرة بالاهتمام، ووسام شرف على صدر مُطلقها، ونقطة مضيئة في تاريخه وسجله التقني.
يحق لنا أن نفخر ونفاخر بهذا الحدث الكبير, فهي صفحة عصرية جديدة تُحسب للسعودية التي فتحت الباب على مصراعيه لكل المبرجين والتقنيين حول العالم، للمشاركة بطرح وتقديم أفكارهم لتحسِّين تجربة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة والاستفادة من كل المشاريع العظيمة فيها، والتحول بنا نحو مجتمع معرفي إسلامي، كترجمة حقيقة لرؤية المملكة 2030 وتحقيقاً لإحدى أهم مستهدافاتها، شكراً للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، ولمعالي الوزير المستشار الأستاذ سعود القحطاني وفريقه المبهر، الذين استقطبوا هذه العقول بذكاء ومنحوها كل الدعم والمساندة، لنعيش خلال هذا «الهاكاثون» تجربة جديدة ونموذجية، كانت «حالمة ومختلفة» بالفعل، لكيف يمكن أن تكون عليه «رحلة الحجيج» في المستقبل.
وعلى دروب الخير نلتقي.