فيصل خالد الخديدي
من الجمال أن يرى الكاتب أثرا لحرفه وإثراء إيجابي لعبارته وأن تخلق مقالاته حالة من الحراك والإثارة... ولكن أن يزهر حرفه فناً ويحفز لوناً ويثير عاصفة من العاطفة بحب ويستفز الإبداع حتى منتهاه ويتجسد في لوحة من حب وجمال لفنان بحجم طه صبان فهذا أمر عظيم وإنجاز لا يشابهه إنجاز... عندما أرسل الفنان طه صبان صورة عمله الأخير حال انتهائه منه مبدياً تأثره بمقال (الحب والجمال) في عمله هذا وأن أثر الحرف حرك إحساسه الفني وأثار لونه وعاطفته فأبدع عملا شفافا عماده سيدات ثلاث بأنوثة خالصة، وفيض إحساس الفنان في هذا العمل يتماهى مع إحساس المرأة والوطن في قصائد نزار قباني... فهذا عمل صيغ بحب وجمال وحضرت المرأة أنثى ووطن وحالة من حالات الجمال المكتمل، ولأنه طه صبان الفنان فإن الحب عنده يصبح حالة من عشق أو أكثر، وإحساسه حالة من حالات الشدو وأعظم، واللون عنده في عمله هذا ينطق حروفاً من عشق ويتلو شيئاً من أبيات نزار قباني:
وفى حالة العشق...
يصبح ثوب الحبيبة بيتاً..
ويصبح أماً...
ويغدو لنا وطناً..
مثل كل البلاد..
واختصر الحياة وحالاتها بين الجمال والعشق والسكينة والوطن والبناء والنماء في سيداته الثلاث المتجانسات الشامخات في منتصف عمله هذا بدرجات لون متناغمة بين الأزرق والأخضر وبتمايل أنثوي أضاف إيقاعا وحراكا للعمل ومعمارية احتضنت رموزا من الروشان والقوارب وشيئا من ذاكرة وهوية طه صبان ولسان حاله يشدو ببعض من قصيدة نزار قباني (امنحيني الحب كي أصبح أخضراً):
أنا في أجمل حالاتي.. وفي أزهى حضاراتي..
وكم يعجبني أن أتحضر..
فامنحيني فرصة أخرى لكي أكتب التاريخ..
فالتاريخ يا سيدتي لا يتكرر..
إنني بالحب غيرت زماني..
مثلما غيرت تاريخ الأنوثة..
صدق المشاعر ورقي الإحساس حضر عند الفنان طه صبان، وشفافية تأثره أظهرت عملاً أنيقاً، في عمل من أجمل أعماله لخص فيه رحلته مع اللون والتكنيك وبموضوعه الحيوي الدائم الجامع بين العمارة والأنثى والتراث صاغها بإحساس محمل بحب وجمال.