ميسون أبو بكر
وصلني مقطع فيديو تناقلته مجموعات الواتس أب يسلط الضوء على مجموعة من الفتيات السعوديات اللاتي يعملن في محل بالرياض للخضار والفاكهة إضافة لبيع الشعبيات الخاصة بمنطقة القصيم ويعدن بفروع أخرى للمحل الذي أعجبتني فكرته.
الفكرة رائعة جداً وذكرتني بطريقة بيع الفاكهة والخضار في أوروبا تحديداً، إذ تباع في محلات السوبرماركت جاهزة للاستخدام مغسولة ومقطعة وتسهل الحياة كثيراً على الأوروبيين الكادحين في أعمالهم ووظائفهم اليومية طيلة النهار؛ حيث لا يملكون الوقت الكافي للإعداد والطهي الذي يحتاج وقتاً أطول، ولا ننسى تكلفة الطعام الجاهز في المطاعم عالية جدا، وليس في ثقافتهم وجود خادمة في المنزل أو طباخة، وإن استعانت بعض الأسر من الطبقة الغنية بامرأة لساعات قليلة شهرياً للتنظيف فقط.
كما أعتقد فإن فكرة الفتيات غير مسبوقة في المملكة، وهي مطلوبة وإن كانت محاكاة لتجربة أوروبية، فالكثير من العزاب مثلاً والموظفات وسكّان الشقق المفروشة بحاجة لمثل هذا الخدمة فهي توفر الوقت والجهد وأتمنى أن تكون الأسعار مناسبة أيضاً وفِي متناول الجميع، كي لا تكون محاكاة لأسعار الأسر المنتجة التي شكا منها الكثيرون.
المحل الذي ظهر في مقطع الفيديو تعمل فيه وتبيع وتشرف عليه مجموعة من النساء السعوديات، وقد جهز المحل بشكل عملي وعصري تنوعت فيه المنتجات وطريقة العرض مما يجعل منه تجارة رابحة وفكرة تجذب الكثير من المشترين والنساء اللاتي يفضلن الحصول على الفاكهة والخضار بهذه الطريقة الجاهزة.
فتياتنا مبدعات ولديهن طاقات خلاقة وأفكار جميلة وإرادة أيضاً للمضي في هذه الأعمال التي تفتح لهن باب رزق وتسهم في زيادة الدخل وشغل وقتهم بما هو مفيد.
نجحت فكرة دخولهن مجال الجوالات وأسهمن بشكل متميز في سَعوَدَة قطاع الاتصالات بحرفية عالية، وقدمن خدمة كبيرة من خلال عملهن حيث أصبحنا نحن السيدات لا نخشى أن نضع جولاتنا بأمان وثقة بين أيديهن عوضاً عن قصص كثيرة كنّا نسمعها بين الوقت والآخر نتيجة ابتزاز الفتيات من قبل العمالة التي تستغل محتوى الجوالات.
عندما غردت بالمقطع في موقعي بتويتر وتحدثت عنه في سنابي وجدت تفاعلاً كبيراً من المجتمع وتشجيعاً رائعاً للفتيات والفكرة التي راقت للجميع، هناك تكاتف ومؤازرة من المجتمع لشبابنا وشاباتنا، وألحظ أن ثقافة العمل بطريقة جديدة بدت تجد سبيلها في مجتمعنا الذي كانت في الماضي ثقافة العيب من بعض المهن تسود أحياناً لدى البعض، بل واقتصر توجه الشباب على الجامعات بعيداً عن المهن الأخرى والحرف التي بها يحدث تكامل مجتمعي وتنوع وظيفي واكتفاء.
أتوق لمعانقة الرياض قريباً ومن أول مشاريعي زيارة الفتيات في متجرهن وتشجيعهن والاطلاع على تجربتهم من قرب والشراء منهن حيث يروق لي أن أجد المنتجات جاهزة للطهي والاستخدام لأني أحب الطبخ بنفسي وهو هواية أمارسها يومياً، فما بالكم لو توفر خضار الطبخ جاهزاً ستكون التجربة أسهل، وسلامتكم.