أ.د.عثمان بن صالح العامر
في أكثر من مناسبة جمعت صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل برجال التعليم -العالي منه والعام- والمهتمين بقضاياه، وأهل الرأي، كان يطرح تساؤلاته العديدة عن الواقع التعليمي، ومستوى الطلاب والطالبات مقارنة بغيرهم، والفجوة التي كثيراً ما تُحدث عنها بين التعليمين، وهل ما اتخذ من إجراءات سواء من العام أو العالي استطاع ردم هذه الهوة بين المخرجات والمدخلات، ما الصعوبات التي يدعيها البعض في السنة التحضيرية، وما سبب تعثر شريحة من الطلاب والطالبات فيها،... سيل من الأسئلة التي تجعل الحاضر يجزم بأن مستقبل أبنائنا وبناتنا التربوي والتعليمي حاضراً في ذهنية سموه الكريم كما هو الصحي والخدمي والوظيفي و...، وفِي النهاية خلص -وفقه الله- إلى تشخيص الداء، وبدأ العمل الجاد في إيجاد العلاج الناجع، فكانت الإرادات الثلاث (الأميرية، والتجارية والتعليمية) وكان الإصرار والعزيمة المشتركة من قبل سمو الأمير المبجل القريب من الوجع اليومي لإنسان المنطقة أياً كان موقعه في الخارطة الحائلية، وسعادة مدير عام التربية والتعليم الزميل العزيز الدكتور يوسف بن محمد الثويني، وسعادة نائب رئيس مجلس الغرف السعودية، رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بحائل الأستاذ عبدالله بن مرزوق العديم ومعهم ومن خلفهم أناس كثر قد لا نعلمهم ولا نعرف حجم ما بذلوه من جهد ووقت ومال من أجل فلذات أكبادنا ولكن الله يعلمهم ويكتب ما قدموا في موازين أعمالهم.. أقول حين اجتمعت هذه العزائم المتقدة، وشمرت تلك السواعد الفتية عن ساعد الجد استطاعت بعد عون الله وتوفيقه أن تجعل من مبادرة سمو الأمير (تدريس اللغة الإنجليزية لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية في منطقة حائل) ولمدة أربعة أسابيع على يد أساتذة غربيين متخصصين، الحدث الأبرز والأهم في صيف المنطقة هذا العام.
واكب انطلاق هذه المبادرة النوعية المتميزة التي سرت وأسعدت الطلاب والطالبات ومن خلفهم أولياء أمورهم حملة إعلامية ودعائية متميزة جعلت الإقبال منقطع النظير، والتفاعل والالتزام متميزاً بشكل كبير.
إن في هذا الحدث الذي سيرسخ في ذهنية هؤلاء الشباب والفتيات رسالة جميلة تحمل أسمى معاني الحب لهم، والتقدير لجهودهم، واستشعار المسؤولية المشتركة نحوهم، والحرص على مستقبلهم العلمي المعرفي منه والمهاري، والرغبة الصادقة في تحقيقهم أعلى الدرجات، فهم في عيون قيادة بلادهم وتجارها ومعلميها.
شكراً صاحب السمو باسم كل طالب وطالبة، باسم أهالي حائل وقاطنيها، شكراً أسرة التربية والتعليم في المنطقة، شكراً مجلس الغرفة التجارية والصناعية، شكراً لكل من بذل وشارك، فكر وقدر، عمل ويسر، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا وإلى لقاء والسلام.