رمضان جريدي العنزي
المرجفون لا نراهم بوضوح، لكننا نعرفهم بسيماهم وكلامهم وأقوالهم ولحن القول من أفواههم، لا نسمع منهم إلا إحباطاً وترجيفاً وتخويفاً ووضع الناس في حالات من الهلع والشك والقلق والاضطراب، المرجفون ينتقدون كل شيء، ولا يرضون بشيء، ويحاولون تدمير كل شيء، وحرق كل شيء، يخوضون في الأخبار السيئة بقصد إيقاع الناس في الاضطراب والإحباط والتخويف واليأس والتوجس والتشتت والريبة، وذلك من خلال نقل الأحداث بصورة مزيفة ملؤها الإثارة والفزع والتخويف حتى يتصور المجتمع أنها القاضية، لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الإشاعات والأراجيف وإفشاء الأخبار الملفقة الكاذبة، لقد كثر البهت في زمننا هذا حتى زاغت معه الأبصار، وتزلزلت القلوب، وتشتت الأذهان، وأصبح الناس في هرج ومرج، أن المحبطين المرجفين يساهمون بفاعلية في وقف حركة المجتمع نحو التقدم بأن يشغلوه في قضايا صغيرة وهمية وتافهة لا أساس لها فيظل يعيشها المجتمع ويلوكها ويسردها بعفوية.. نعم هناك إحباط وإرجاف حاد القصد منه تفتيت عضد المجتمع، وكسر معنوياته وإراداته، ووقف حركته، وفق إشاعات كاذبة من شأنها أن تنشر حالة من الفتنة والاضطراب والبلبلة بين أبناء المجتمع، أن المرجفين ما فتئوا ينشطون لبث الإشاعات والأقاويل والقصص الملفقة الواهية في سبيل تمييع القضايا الهامة وتحطيم معنويات المجتمع وإثارة الشك والريبة، أن للمرجفين سلوكاً سيئاً وخطيراً، أعمالهم هابطة، وخططهم مارقة، يمارسون الكذب ويلقون الكلام على عواهنه دون التثبت من صحته، ولا يألون جهداً في بذل طاقاتهم وتوظيفها لأهدافهم الدونية القاصرة، محاولين بعثرة المجتمع، وتفكيك نسيجه، وفك وحدته، وتشتيت روابطه، وتقطيع أوصاله، أن المرجفين شراذم حانقة على الوطن والمجتمع، بل هم خناجر مسمومة تحاول أن تنغرز في الخواصر بلا رحمة أو شفقة، يحاولون أن يثيروا رياح القلاقل والفتن كيفما استطاعوا لتهييج الناس، وأحياء الفتن، وإثارة الاضطرابات، وإفقاد المجتمع هدوءه ووحدته وأمنه وتنميته واستقراره.. إن الواجب الديني والوطني والأخلاقي يقتضي منا جميعاً الحذر الشديد من الإشاعات المحبطة التي يروجها المرجفون لإضعاف تماسك المجتمع، وقتل معنويات أفراده، وزرع الفوضى في أواسطه، فلا ينبغي علينا أن نصدق كل ما يقال، بل علينا التريث وتفعيل الحكمة والمنطق في كل أمر من أمورنا، ولا نسمح الرجفين الأضرار بنا وببلادنا قيادة وعلماء ومؤسساتعلينا أن نحكم عقولنا قبل الانزلاق فيما لا نحمد عقباه جراء سماعنا لكل ناعق وزاعق ومريض وأجير وعميل، وعلينا أيضاً وجوب التصدي لهؤلاء المرجفين الذين لا يريدون لنا خيراً، ولا لوطننا الاستقرار ومواصلة التقدم والبناء والتنمية، ولإننا في زمن يحاول المجانين فيه والمأجورون والمرتزقة أن يحرقوا الأخضر واليابس معاً، علينا وجوب أن نكون سداً منيعاً في وجه هؤلاء البغيضين.. وأن نحمي بلدنا وندافع عنه بالبندقية والفكر والقلم والروح.