خالد الربيعان
بلاتر كب العشا.... مثل شعبي مشهور في أوساط المجتمع، ومعناه يدور حول فضح الحقائق..
سباق الرياضة وسباق الحياة أيضاً القاعدة هي «الخط المستقيم أقصر الطرق»، وهناك من يتبع نظرية أخرى تماماً، السير عكس الطبيعي، فيتبع صاحبنا طريقة أخرى وهي إضعاف منافسيه لينجح هو، بدلاً من العمل على نفسه جيداً، السير في الخطوط الملتوية، انتهاج الطرق غير الشريفة، رشاوي، لعب تحت الطاولة، ثم تجد أنه وصل!
أقول هذا بعض الفضيحة التي لن تكون الأخيرة! التي فجرها بلاتر رئيس جمهورية الفيفا السابق، عندما غرد بعد أن فاحت رائحة المونديال القطري 2022، والممارسات غير الشريفة التي تمت كي تكون النتيجة كما رأينا!، الرجل قال إن قطر تعمدت تشويه منافسيها أصحاب الملفات الأخرى، إعلامياً وسياسياً!
ما شاهدته عزيزي قبل ساعات قمت بالكتابة عنه بالتفصيل في حسابي بتويتر قبل أكثر من 6 أشهر - وقلت وقتها إن الدايلي ميل البريطانية تحضر مفاجأة، وأن الأوساط الرياضية ستهتز الأيام القادمة، وقد كان، والقصة بدأت بنزول كتاب جديد في الأسواق وتحديداً على متجر أمازون الإلكتروني بعنوان «ما يتطلبه الأمر» ويحكي باستفاضة مفاجآت عن ملف استضافة كأس العالم 2022 القطري.
الكتاب ألفته بونيتا ميرسيدس، أحد المسؤولين عن الملف الأسترالي لاستضافة نفس المونديال، التي جمعها مع بلاتر لقاء في نوفمبر الماضي بأحد مطاعم زيورخ بسويسرا، ولكنها أفردت تفاصيل فساد الفيفا في ملف هذه الاستضافة بشكل مدهش، غلاف الملحق الرياضي بالديلي ميل حمل وقتها عنوان كالقنبلة: 100 مليون دولار لك إذا اخترت قطر!
بلاتر تلقى رشوة بهذا الرقم الكبير ليختار قطر!، ثم يحكي الكتاب كيف أن بلاتر نفسه قبل التصويت تحدث مع باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق وقال له: «لن تفوز.. قطر ستأخذ المونديال»!، ثم قبل ساعات عرفنا من صحيفة التايمز أن فرنسا تدخلت عبر رئيسها السابق ساركوزي، الذي تواصل مع مواطنه بلاتيني! رجل بلاتر الأول، لأجل اختيار الملف القطري دون غيره!
بالطبع المكاسب بالجملة، فتنظيم كأس العالم من دويلة صغيرة يجعلها تنفرد بحدث استثنائي تاريخي تستطيع التباهي به أمام دول أخرى عربية لها باع وتاريخ!، شبكة مثل الجزيرة التي قالت الدايلي ميل عنها إنها طرف ممول لرشوة بلاتر، وإنها طرف مستفيد بالطبع من احتكار بث المونديال، ويخدمها بشكل كبير أن يكون المونديال قطرياً!
حسناً ماذا بعد؟، ما يجري الآن يجبر حتى الفاسدين الذين لم يتم كشفهم بعد والمتواجدين داخل الفيفا، أن يحققوا في هذا الأمر بعد أن فاحت رائحته!، وهناك استنكار دولي كبير ومطالبات بحساب الدوحة ومعاقبتها، مع التلميح وبشدة على إمكانية سحب تنظيم المونديال، وطرح اسم بريطانيا لتنظيمه! وهي قادرة على ذلك وبشدة!، وهذا يفسر القتال الصحفي المحموم من الصحافة الإنجليزية كالميل والتايمز لكشف المزيد من فضائح الدويلة وأفعالها... التي طالت حتى صناعة الرياضة!
عمليات سوداء !
الصحافة أطلقت على الأفاعيل القطرية «العمليات السوداء»، وبلاتر قال إنها حدثت، وإلا كيف فازت قطر بالمونديال أمام منافسين أقوياء للغاية مثل: انجلترا والولايات المتحدة وأستراليا واليابان وكوريا!، إذن التدخل الفرنسي السياسي صحيح!، وحسب بلاتر فإن الصفقة كانت «صناعية وتجارية واقتصادية» بالمقام الأول!، كما نتحدث في كل مقال، وفي كل منصة، أن الرياضة وأن أبرز بطولاتها كأس العالم أصبحا ملعباً سياسياً.. لأغراض اقتصادية!