م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الحرص لغة: شدة الإرادة والاجتهاد للحصول على المطلوب. ويعني أيضًا الاهتمام الزائد من الشخص بكل ما يوكل إليه. من هنا فإن الحريص إنسان مهتم، ملتزم، حذر.. وهذه ثلاث من صفات الناجحين.. فالحريص جدير بالثقة، ويمكنك أن تعتمد عليه؛ لأنه يهتم بالتفاصيل، ويبدأ بالتخطيط، ويأخذ الأمور على عاتقه.. هو الذي يضبط الأمور بتوازن.. فهو ملتزم، لا يتهور، ولا يتهاون.. يعرف مهامه، ويعمل وفق جدول زمني؛ لذلك قيمة الحريصين عالية في مؤسساتهم، وأهميتهم كبيرة في محيطهم.
2. الحريص ملتزم بشدة بالقوانين والأنظمة.. حرصه على عدم كسر الأنظمة كحرصه على عدم إتلاف الأشياء أو إيذاء الخواطر والمشاعر.. حريص في كل أموره.. وهو ما قد يجعل البعض يسيء فهم سلوكه وتصرفاته.. من ذلك: وصفه بالبخل.. كما وُصف بعدم المرونة، وأنه يعمل وفق نصوص النظام وليس وفق روحه.. إضافة إلى أن من نقاط ضعف الحريص البطء؛ فهو يفكر ويحلل ثم يتخذ القرار؛ فتتأخر الأمور، وقد تضيع الفرص.. ومن سماته أنه لا يلعب أبدًا إلا على الشيء المضمون.
3. الحريصون من البشر قلة.. وهم في ضيق دائم ممن لا يتصفون بالحرص.. وينظرون إلى تصرفاتهم على أنها من قبيل اللامبالاة أو التهور.. ولأن غير الحريصين أكثرية فليس أمام الحريص إلا النأي بالنفس عنهم، والصبر على احتمالهم؛ لذلك وطنوا أنفسهم على أن ينظروا إلى الحرص على أنه مراتب ودرجات.. سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى الأشياء.. فهناك ما يجب أن تحرص عليه حرصك على عينيك.. وهناك ما سوف تحرص عليه أقل من ذلك بكثير.
4. الشخص الحريص موظف مثالي في تصرفاته وأقواله.. كما أن الحرص يولد التنظيم.. ويرفع من درجة الحذر، ويزيد من الاهتمام؛ وهو ما يعلي من مستوى المتابعة. الحريص قد يوصف بأنه متردد، وأنه بطيء.. لكنه لا يمكن أن يتهم بالإهمال أو عدم التخطيط والتحضير وإعداد العدة للأمور.. الحريص لا يخاطر ولا يجازف.. ويلتزم بالقوانين والأنظمة، ويعيش ويعمل في إطار الحدود الموضوعة له؛ لذلك قد يظهر أمام الآخرين أنه عصبي وغير مرن.
5. أخيرًا، رصدت الدراسات أن الحريصين يعيشون حياة أطول من غيرهم؛ والسبب أنهم شديدو الحرص على صحتهم كحرصهم على كل شيء آخر.. ينظرون إلى الأمور نظرة موضوعية، ويحملون كل شيء على محمل الجد.