د.عبدالعزيز الجار الله
كان فيما مضى ينظر إلى موسم الحج على أنه عمل وزارات محدودة: الداخلية والبلديات والجمارك والحج بالإضافة إلى إمارة مكة المكرمة. هذا على الأقل في الستينات والسبعينات، أما في الثمانينات تمت زيادة الجهات الأمنية بعد حالات الشغب التي يبديها حجاج إيران كل عام من بداية الثمانينات وزاد التواجد الأمني في التسعينات، واستمرت الكثافة الأمنية حتى الآن.. أما خلال العشرين سنة الأخيرة فخارطة إدارة الحج تغيرت تماماً، وتكاد تكون مشاركة جميع على أجهزة الدولة الوزارات والهيئات وشبة الجهات الحكومية دون استثناء.. لأن عدد الحجيج تزايد سنوياً وتطورت وسائل النقل السريع والضخمة مثل الطائرات والسفن والحافلات والقطارات وهذا زاد من الحجاج وسرعة تنقلاتهم، مما جعل السعودية الحكومة والشعب تحولوا إلى طاقم العمل الدائم.. فهم خدام حجاج وزوار المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
الحج والعمرة في عشرينات هذا القرن، أي هذه الأيام اختلفت عما كانت عليه، نتيجة انفتاح القارات على بعضها والتطور الكبير الذي طرأ على جميع وسائل النقل، والتنظيم الذي تقدمه وزارة الحج والداخلية والصحة وإمارة مكة المكرمة كجهات بالواجهة لجعله حجاً آمناً غير من آليات العمل السابقة، وفرض إجراءات لابد من التمسك بها لتجنب الحوادث والكوارث التي تحدث بسبب الزحام والتدافع وعدم وعي الحجاج في بلداتهم واستيعاب المتغيرات.
في السنوات القادمة سيواجه الحج تطورات عديدة على مستوى السياسة كما هي من إيران وقطر وغيرهما من الخصوم والمطالبة بتدويل الحج، والمطالبة برفع الشعارات، وزيادة عدد الحجاج، والتدخلات الأخرى، وهذا يتطلب هيئة إدارية تعمل طوال العام على هذه الموضوعات وتراقبها وتبحث الحلول، وتتعاون مع جميع الجهات بما فيها لجنة الحج العليا ولجان الحج الأخرى، لأن دور الهيئة الجديدة تولي البحث في تطوير استثمارات الحج، واقتصادياته، وكلفته السنوية على الدولة، ورصد كل متعلقاته المالية والإدارية وتخفيف أعبائه على جميع القطاعات، والاستفادة من أرقامه في الإحصاءات الإدارية والمالية، وجعله حجاً لا يعطل عمل القطاعات من بداية شهر رمضان وحتى محرم أي انشغال القطاعات خلال (6) شهور فترة الحج والعمرة والزيارة.