إبراهيم عبدالله العمار
«لقد قدِمت للدنيا مع مذنّب هالي عام 1835م، وسأرحل معه عندما يأتي العام المقبل».
قالها مارك توين عام 1909م، وفعلاً، في 1910م توفي الأديب الشهير، والمصادفة أن يوم ولادته ويوم وفاته كانا في نفس اليوم الذي رؤي فيه هالي، وهو مذنّب لا يأتي إلا مرة كل 75 سنة.
هناك الكثير من مثل ذلك، والحياة تفاجئنا من وقتٍ لآخر بمصادفات مدهشة، فمن غرائب المصادفات أنه غرقت ثلاث سفن قبالة سواحل ويلز (وهي جزء من المملكة المتحدة)، كلها غرقت في 5 ديسمبر لكن ليس في نفس اليوم بل على مدى 200 سنة، وكل الثلاثة لم ينجُ منها إلا راكب واحد وغرق الباقون، وتكتمل المصادفة بأن نعرف أن الناجين الثلاثة كان لهم نفس الاسم: هيو ويليامز!
وإحدى أعجب المصادفات شيء عجيب جداً حصل في السبعينات الميلادية، ففي عام 1974م في مدينة اسمها هاميلتون في جزر برمودا كان فتى عمره 17 سنة اسمه إيركسين يقود دراجة نارية، وفجأة في أحد التقاطعات اصطدم بسيارة أجرة وقُتِل في الحادث. بعدها بفترة قُتِل أخوه نيفيل في حادث مع سيارة أجرة أيضاً. أليس هذا شيئاً يثير التعجب؟ لكن ليس هنا تنتهي المصادفة، فالأخ الآخر كان عمره 17 سنة أيضاً، ومات بعدها بسنة بالضبط، وكان يقود نفس دراجة أخيه، وكان الذي اصطدم به وقتله نفس سائق الأجرة الذي صدم أخاه قبلها بسنة، ووقع الحادث في نفس التقاطع، وكان سائق الأجرة يحمل نفس الراكب الذي حمله قبل سنة لما اصطدم بالأخ الأول!
أخيراً، لا شك أن الكل يعرف سفينة تايتانيك وقصة غرقها، لكن هل كنت تعرف أن هناك من تنبأ بذلك بدون قصد؟ الكاتب مورغان روبرتسون كتب رواية اسمها إخفاق عام 1898م، وهي قصة سفينة اسمها تايتان، لقّبوها السفينة التي لا تغرق، ارتطمت بجبل ثلجي في شهر أبريل وغرقت...نفس الأشياء بالضبط التي حصلت لتايتانيك عام 1912م!