رجاء العتيبي
لا نختلف على أن تعيين حامد بن محمد فايز نائبا لوزير الثقافة الذي صدر مؤخرا بأمر ملكي كريم يحيل إلى دلالات اقتصادية في إشارة واضحة إلى تغيير الحراك الثقافي وفقا لأنظمة استثمارية قادرة إلى النهوض بالعمل الثقافي بعد أنهكته الأنظمة (الإدارية البحتة) لسنوات طويلة.
وتشير المعلومات الأولية المنشورة أن حامد بن محمد فايز بدأ حياته المهنية، في عدد من المؤسسات المالية الدولية والمحلية الرائدة، ومنها بنك كريدي سويس، إدارة الخزانة في البنك الأهلي التجاري، وبنك مييل لينش, تخرج حامد فايز من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية بتخصص رئيس مزدوج في علوم الرياضيات والاقتصاد وتخصص فرعي في الأعمال وريادة الأعمال, ويشغل فايز قبل تعيينه نائبا لوزير الثقافة منصب رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد في البنك الأهلي التجاري.
في تقديري أن هذا مؤشر إيجابي وخطوة محسوبة بعناية تتوافق مع الاتجاه العام للدولة فيما يتعلق برؤية2030، ويتماشى مع قرار خصخصة 13 وزارة وهيئة حكومية ببعض خدماتها، وإسنادها للقطاع الخاص، من بينها: التعليم، السياحة، الثقافة, الإعلام، النقل، الزراعة، العمل والشؤون الاجتماعية، الإسكان.
ولا يستطيع أن يتولى مهام التخصيص إلا اقتصاديون لهم تجارب في هذا المجال, ولن تنجح هذه القطاعات ما لم تكن القيادة في يد رجال الاقتصاد بشكل مباشر, في حين يبقى المتخصصون في مجال الثقافة في العمل الاستشاري أو التنفيذي, على عكس ما كان سابقا, فالمثقف أو الإداري لم تنجح تجاربه السابقة في قيادة الهرم الثقافي في مجال الاستثمار, وبقي الوضع معتمدا على ميزانية حولية لا تفي بالمطلوب, وبات المنتج محدودا بحدود الميزانية ويتكرر هذا سنويا دون أي تغيير رغم تغير القيادات العليا.
ليس بالضرورة أن تكون القيادات العليا متخصصة في مجال الثقافة, لأن هذا الأمر يعتمد على المهارات القيادية والرؤية والوعي بالعمل أكثر من كون الشخص متخصص, هذا مثل أن الطبيب ليس بالضرورة أن ينجح في مهمته إذا كان مديرا لمستشفى أو حتى وزير للصحة.
هل ستؤسس وزارة الثقافة بيئة اقتصادية جاذبة يعمل فيها القطاع الخاص بطريقة أكثر أمنًا، وأكثر حرية، وأكثر سهولة؟ هل سيكون المنتج الثقافي محلقا في آفاق الإبداع لا تحده ميزانية، ولا ينتظر توقيع مسؤول لفترة طويلة؟
هل سيحصل القطاع الخاص على مستحقاته دون عناء وفي فترة قصيرة؟ هل سيكون مفهوم (الاستثمار في الثقافة) مفهوم شائع مطبق على أرض الواقع؟ هل يمكن إقناع وجهة النظر الأخرى المعارضة التي تقول ( بتسليع الثقافة ) إشارة إلى رفض الجانب الاستثماري, بحقائق جديدة إيجابية عن أهمية الاستثمار في الثقافة حول تطوير المنتج الثقافي بحيث يكون أكثر إبداعا وأصالة وتأثيرا ودهشة ومنافسة؟