يوسف بن محمد العتيق
قد تبني منزلا ويأخذ منك من الجهد والمال والتعب الشيء الكبير، ثم تكون تشطيباته الأخيرة أو واجهته أو (الدهان) لا يوازي جهدك السابق، فربما لا يصل جهدك هذا إلى أي زائر لهذا المنزل، وربما تكون النظرة السلبية للمنزل كاملا، وكل مراحل البناء!
وقد تؤلف كتابا وتتعب في إعداده ومطالعة المراجع والمصادر من كل مكان، ثم يكون عنوان الكتاب باهتا لا يدل على مضمون الكتاب، وعليه فتكون خسرت حجمًا كبيرًا من القراء الذين يجذبهم العنوان لقراءة الكتاب.
ومثله لو تبذل جهدًا كبيرًا في مقال توعوي، ثم يكون العنوان غير دال على المقصود أو لا يشد القارئ، وعليه يذهب جهدك أدراج الرياح.
وتخيل أنك بصدد إلقاء كلمة أو قصيدة، وبذلت في الإعداد شيئًا كثيرًا وكبيرًا، ولكن أتى المطلع متواضعًا دون بقية القصيدة والكلام، فانصرف الناس عنك قبل أن توصل الفكرة وتكمل القصيدة.
لماذا الكثير من الأحكام على بعض الأعمال الإبداعية من النظرة الأولى والكلمة الأولى والسطر الأول والبيت الأول؟
بعض الناس يقولها صراحة: إذا لم يشدني غلاف الكتاب أو عنوانه فلن أقتنيه!
بدون شك على الكاتب والشاعر أن يبذل الجهد الأكبر في تحسين مطلع قصيدته أو عمله، والإبداع في غلاف الكتاب، وكتابة المقدمة بشكل مميز.
وعلى ذكر المقدمة يقولون إذا أردت أن تؤلف كتابًا فاجعل كتابة المقدمة آخر شيء بعد أن تتشبع بموضوع الكتاب، فتكون المقدمة ملمة بكل تفاصيل الكتاب عارفة أسباب قوته وضعفه وللتركيز على القوة.
وبعضهم يقول: لا تكتب العنوان قبل كتابة المقال، بل اجعل العنوان يفرض نفسه عليك أثناء الكتابة.
وعودا على موضوعنا: لماذا نجد بعضنا ولا شعوريا يحكم على الأعمال الإبداعية من لقطتها الأولى، ولا نؤمن بمبدأ إتاحة الفرصة ونعطي للمتحدث أو الكاتب أو الشاعر فرصة ثم نحكم عليه؟