يوسف المحيميد
بين فينة وأخرى نقرأ خبرًا عن اعتداء على سعودي أو سعودية في الخارج، ونلوم على الفور سفاراتنا في تلك الدول، وكأن عليها أن ترسل مع كل سائح سعودي رجل أمن أو (بودي جارد) يحميه، صحيح أن هذه السفارات هي المسؤولة عنا كمواطنين في أي أرض نحلُّ بها، وصحيح أن بعضها تقصر أحياناً في أداء مهامها، إلا أننا أيضًا نتحمّل شيئًا من المسؤولية عن أنفسنا، وعلينا أيضًا اتخاذ كافة الاحتياطات خاصة في فترات الصيف، فلا أعرف معنى وقيمة أن يرتدي المواطن الزّي الوطني الرسمي ويتمشى في الشانزليزيه، ولا أفهم مبرراً أن ترتدي المواطنة ساعة رولكس ومجوهرات فان كليف وكارتير وتتجول في إكسفورد ستريت أو غيره من شوارع لندن وساحاتها وحدائقها.
لسنا بحاجة إلى لَبْس الزّي الوطني في رحلة سياحة، وليست مهمة وطنية رسمية تتطلب ذلك، ولسنا بحاجة أن نُري الناس ما نملك من الأموال والمجوهرات، وليس ثمة جدوى من (الفشخرة) التي يمارسها البعض عند السفر، خاصة مع تصاعد نبرة الكره ضدنا من المهاجرين العرب، هؤلاء الذين تعبنا من دعم بلدانهم، وأرهقنا التقشّف لأجلهم بمنطق الأخوة في الدين والدم والهوية، وبالذات مع تحريض إعلام القنوات التي يسيطر عليها عرب الشمال، وعلى رأسها قناة الجزيرة بكل ما تقوم به من تحريض ضدنا، والتي من حق كل من يُعتدى عليه أن يحاكمها قانونياً.
هل نحن محسودون؟ هل يُمارس ضدنا حقد وخيانات؟ نعم، فنحن من أكثر الدول استقراراً وتطوراً ونمواً، نحن من أكثر الشعوب العربية تعليماً، وأقلها نسباً في الأمية، وما زال هؤلاء يعتقدون أننا بدو وجهلة، وهبنا الله نعمة البترول ونحن لا نستحقها، ولأجل ذلك نعاني بلطجة هؤلاء وبذاءاتهم في الخارج، التي قد تتجاوز ذلك إلى الاعتداء بالضرب.
حفظ الله أهلنا وأبناءنا وبناتنا أينما كانوا.