فهد بن جليد
ميليشيات الحوثي تعكس دائماً صورة مُصغرة لإيران، فهذه العصابة الإرهابية في اليمن تُحاول عابثة تعويض شيء من هزائمها المُتتالية على الأرض، بالهجوم الاستفزازي الفاشل على (الباخرتين السعوديتين) في البحر الأحمر، في عمل جبان ومدان عالمياً, يهدف لزعزعة أمن الملاحة الدولية، وهي صورة مُماثلة ومُطابقة للعبث الإيراني في مياه الخليج العربي بتهديد الملاحة الدولية هناك، بهدف لفت الأنظار عن الخسائر التي تكبدها نظام الملالي من إلغاء الاتفاق النووي والحصار الأمريكي والعالمي الذي يأخذ في التوسع، وصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية مع غليان الشارع الإيراني، بافتعال مثل هذه الأزمات والفرقعات.
الأمر الذي يؤكد صحة موقف التحالف العربي بقيادة المملكة في مواجهة تمدُّد ميليشيات الحوثي - المدعومة من إيران - على حساب الشرعية في اليمن، فاستهداف (ناقلتي النفط) في البحر الأحمر تصرف أحمق وأهوج يدل على إفلاس هذه الميليشيات ومن يقف خلفها ويدعمها، بتهديد التجارة العالمية والملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب الذي تمر من خلاله نحو 10 في المائة من رحلات الشحنات العالمية البحرية اليومية، العالم ومُنظماته الدولية يجب أن يشعروا بحجم المُشكلة ويضطلعوا بمسؤولياتهم أكثر، لإيقاف الدعم الإيراني وتهريب الأسلحة المُستمر لهذه الميليشيات الإرهابية الحوثية، مع تقدير وتأييد ما تقوم به السعودية ودول التحالف العربي من خطوات وإجراءات وجهود تصبُّ في مصلحة استقرار التجارة العالمية، بمنع سيطرة هذه الميليشيات الإرهابية الإيرانية على اليمن.
تعليق مرور ناقلات النفط السعودية عبر مضيق باب المندب - حتى يُصبح آمناً - قرار سعودي حكيم تفهمته دول العالم، لأنَّه بمثابة رسالة عن خطورة ما يقوم به قراصنة الحوثي من أعمال عبثية غير مسؤولة في أحد أهم معابر التجارة العالمية، وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه الجماعة والميليشيات الإرهابية سفناً غير حربية، فقد سبق استهداف سفن تحمل أغذية وأدوية ومُساعدات للشعب اليمني، ممَّا يؤكد للعالم أنَّه نهج حوثي إيراني إرهابي مُشترك، يجب إيقافه ومواجهته بجهد مُشترك من الجميع، كضرورة من أجل مصلحة واستقرار العالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.