فوزية الشهري
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلًا صوتيًا تحكي به زوجة نهاية حياتها الزوجية، وكيف تم الطلاق. أعترف أنني سمعت التسجيل مراراً من هول صدمتي وأحسست بالألم كثيراً من الموقف الذي حدث، تقول الزوجة: إنها تلقت رسالة من زوجها يخبرها أنه طلقها وعليها أن تذهب لاستلام ورقة الطلاق من المحكمة، مع تهديد ووعيد إن اتصلت عليه أو أرسلت له. ذهبت الزوجة لاستلام ورقة طلاقها لكن المفاجأة الكبرى أنه طلقها منذ شهرين، والمصيبة العظمى أنه استغل عدم علمها بالطلاق، وكان يمارس دور (سي السيد) يفطر ويتشرط ما لذَّ وطاب هذا الطفيلي يومياً في شهر رمضان من طبخ تلك الزوجة التي طلقها وأخفى ذلك حفاظًا على مصالحه (البطنية).
يا إلهي عن أي شيء صام؟؟!!
وكيف كان يستطيع أن (يطفح) ذلك الأفطار؟؟!!
ولماذا لم تبلغ المطلقة من المحكمة بطلاقها حتى برسالة؟؟
ولماذا يسهل طلاق الرجل لزوجته حتى لا يشترط علمها بذلك، وعندما تطلب المرأة الخلع يكون الوضع مختلفًا، فلابد من التريث والأسباب وطلبات تصل إلى تعجيزية؟؟
وبالتوقيت نفسه صادف أن تتصل صديقتي باكية من طفيلي آخر.
وتروي لي تضحياتها وكيف أخذت القروض لزوجها وسيارته الجديدة التي لم تكمل أقساطها وسفراتها التي كانت تتحمل مصاريفها حتى تكسب قلبه، وكان زوجها (المسكين) يدعي الفقر والحاجة وعدم القدرة ولكن شاءت الأقدار أن تكتشف زواجه بأخرى وما حرمها هي كان يقدم لتلك.
لماذا تحول بعض الرجال من مسمى زوج إلى مسمى كائن طفيلي؟؟ ومن سهل عليه فعل ذلك؟؟؟
نعم العلاقة الزوجية علاقة تكاملية يسودها التعاون والوفاء والحب والاحترام ولكنها تختل عندما يسعى أحد الأطراف بأنانية لذاته فقط ويستغل حب الطرف الآخر وتضحياته.
وتكون فاشلة جداً عندما لا يعرف كل طرف حقوقه والواجبات عليه، وأنا أقول رغم تعاطفي مع القصتين السابقتين، أنه لا يوجد ضحايا ولكن يوجد من يتطوع ويجعل نفسه ضحية، وذلك بجهله بحقوقه أو التفريط بها أو تسليم زمام حياته وقراراته لغيره، ربما سأوصف بالقسوة ولكنها الحقيقة ومعرفة الحقيقية ولو كانت مؤلمة نافعة حتى لا يتكرر الخطأ أن التنازل عن الحقوق والإفراط في العطاء والبذل ليس صحياً دائماً بل ربما يحول من حولنا إلى مبتزين. إن الحقوق والواجبات هي أساس نجاح الحياة الزوجية لذلك عندما تصبح واعياً ومسيطراً على حياتك ستشعر بسلام داخلي حقيقي ولن تندم بإذن الله.
إذًا أكبر نصيحة تقدم للزوجة: أعرفي حقوقك جيداً ولا تتنازلي عنها وأعرفي الواجبات عليك وأبذليها مع مزيج من الحب لمن حولك.
الزبدة:
الأقفال تعطى للأمناء.