إبراهيم الدهيش
- من الطبيعي أن تواصل عجلة تطوير رياضتنا دورانها من حيث انتهت مشاركتنا في مونديال روسيا وألا تمر تلك التجربة مرور الكرام دون أن نستفيد منها ومن تجارب الآخرين بالمحاكاة أوالاستنساخ باعتبار البطولة حدثا رياضيا عالميا لا يتكرر سوى كل أربع سنوات وما صاحب ذلك من أحداث ومتغيرات هي بمثابة دروس لا بد من الاستفادة منها وثقافة وخبرات لابد من نقلها خاصة، ورياضتنا تعيش حالة إعادة صياغة وبناء وإصلاح تحتاج معها إلى إعادة قراءة المشهد بكل تفاصيله بخطوات مدروسة واثقة وباستراتيجيات واضحة الأهداف والمعالم لا مجال فيها للمغامرة والمجازفة.
- فعلى الصعيد الفني تأكد ان الفرق المنظمة دفاعيا ذات الأداء الجماعي التي تعتمد اللعب المباشر والسرعة في التحضير والتحول المعاكس أثبتت تفوقها على الفرق التي لا زالت تؤمن بمبدأ (خير وسيلة للدفاع الهجوم) وبالتالي فاللعب الفردي والسيطرة الميدانية والاستحواذ السلبي والتحضير البطيء عناصر لا يمكنها ان تجلب الفرح. وفي هذا الصدد يقول النجم العالمي بيليه: (فرديا لدينا تشكيلة مميزة للغاية لكننا لسنا فريقا جماعيا)!
- ولاعب المهمات والأدوار المتعددة أسلوب خططي عمد إليه بعض مدربي البطولة بتوظيف عدد من اللاعبين ليقوموا بأداء أدوار وهمية كما كان جريزمان ولوكا وادين هازارد وغيرهم.
- أما النجم الواحد فلا يمكن أن يصنع الفرق والا لتفوقت البرازيل والأرجنتين والبرتغال ومصر!!
- والكرات الثابتة فيمكن لها أن تحسم النتائج وتوفر كثيرا من الجهد متى ما وجدت العناصر القادرة والمتمكنة من التنفيذ ويمكن ملاحظة ذلك في المحصلة التالية حيث إن أكثر من 42% بالمائة من أهداف البطولة سجلت عن طريق الكرات الثابتة وبلغة الأرقام فهناك (68 هدفا سجلت في 62 مباراة من هذه الكرات وبهذا الأسلوب)!
- والمهارة وحدها لا تكفي ما لم توظف لمصلحة المجموعة تمتزج معها داخل إطار أداء جماعي ممنهج بعيداً عن الفردية. يقول كارلوس البرتو بيريرا رئيس لجنة الدراسات الفنية في الاتحاد الدولي: (الأمر الوحيد الذي لا يمكن أن يتغير في اللعبة هو موهبة المهارة الفردية حيث تعتبر سلاحا لأي فريق لكنها لا تكفي لكي تفوز، وإلا فالبرازيل كانت أقوى المرشحين للفوز باللقب أكثر من خمس مرات).
- وتبقى التوليفة المناسبة للقاء والتدخل الفني المناسب أثناء المباراة والتطبيق النموذجي للأداء الجماعي عوامل لا شك مربحة مع (شوية) حظ كما أشار لذلك المدرب زلاتكو حين قال: (من دون الحظ لا يمكن ان تفعل شيئا).
- وفي النهاية رسالة حب ودعوات صادقة لرجالنا البواسل على الحد الجنوبي بأن يسدد رميهم ويعيدهم لنا ولأهاليهم سالمين غانمين وان ينصر دينه ويعلي كلمته ويحفظ لهذه البلاد ولاة أمرها وعلماءها ودعاتها وأمنها واستقرارها. وسلامتكم.