د. محمد عبدالله العوين
سار تنظيم «القرامطة الجدد» في الدوحة على نسق كل الأعداء السابقين الذين ناصبوا الإيمان بالله؛ كما فعل أبرهة الحبشي قبل الإسلام الذي جهز جيشًا عرمرمًا لغزو مكة وهدم الكعبة؛ فأرسل الله عليه طيرًا أبابيل مزقت جيشه وأبادت فيلته وعاد إلى اليمن كسيرا مهزوما، أو كما فعل قرامطة المجوس الذين استهدفوا «الإسلام» و»العرب» انتقامًا وثأرًا لهزائم الفرس؛ فغزا أبو طاهر سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الملقب بأبي سعيد القرمطي مكة المكرمة عام 317هـ ودخل إلى مكة يوم التروية فقتل من أهلها ومن الطائفين بالبيت العتيق ثلاثين ألفًا وسد بهم بئر زمزم ودفن القتلى في الحرم بلا صلاة ولا كفن واغتصب النساء وبقرت بطونهن واقتلع باب الكعبة والحجر الأسود وحاول قلع الميزاب؛ ولكن نفر من قبيلة هذيل رمت من صعد لقلعه بالنبال من فوق جبل أبي قبيس.
كانت غاية القرامطة إلغاء ركن من أركان الإسلام؛ فبنوا كعبة لهم بديلة عن الكعبة المشرفة في مكة، وأقاموها من حجر وطين بشكل دائري في قرية «الجشة» من محافظة القطيف ووضعوا الحجر الأسود فيها ثم دعوا الناس إلى الحج إليها!
وفشل القرامطة الأول؛ فجاء أحفادهم الصفويون الخمينيون وهددوا بغزو الكعبة واقتلاعها، ونعقت فرقة منحرفة منهم زعمت أنها من أهل السنة زعمًا باطلاً تسمى بـ «داعش» فنادى مناد منهم بهدم الكعبة؛ فاستبانت مقاصدهم بجلاء؛ وهي هدم الإسلام بسلوك التشدد والتكفير على طريقة آبائهم «الخوارج» الأوائل الذين أنشؤوهم في عهد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لتحقيق الغرض الأساس وهو القضاء على الإسلام والعرب.
وتبين ذلك أيضًا في المشاغبات وحركات الفوضى والأعمال الإرهابية والإجرامية التي اقترفها الخمينيون في مكة المكرمة عامي 1406هـ و1407هـ ثم في نفق المعيصم 1410هـ حيث جهزوا الديناميت لتفجير الحرم المكي الشريف، ثم ما حاول أن يفعله تنظيم «القاعدة» عام 1424هـ بإدخال متفجرات إلى الحرم الشريف مدسوسة في المصاحف، ومحاولة أخيرة قبل سنوات قليلة قام بها أحد المنحرفين من أتباع جماعة التكفير القاعدية التي تستمد خططها وقوتها من إيران بالتخطيط لإيقاع تفجير في الحرم النبوي الشريف في رمضان؛ ولكن الله أحبط خطتهم ففشلت.
وكما اقترف الأحباش والقرامطة والتكفيريون والصفويون والدواعش والقاعدة من جرائم منكرة لصد المسلمين عن بيت الله؛ يأتي أحفادهم الجدد قرامطة الدوحة فيصدون الحجاج القطريين ويمنعونهم من الوصول إلى مكة ويتخذون على من يسافر عن طريق الكويت أو عمان تعهدًا بألا يحج، ومن قبض عليه -لاحقًا- متلبسًا بالحج أدخل السجن وناله من العذاب الأليم ما ناله!
أرأيتم عهرًا وفحشًا وفجورًا أكبر من هذا؟!
حتى اليهود لم يمنعوا الفلسطينيين، ولا الشيوعيين منعوا مسلمي الاتحاد السوفييتي، ولا الصيينين الماويين منعوا مسلمي الصين؛ لكن قرامطة الدوحة فعلوها بكل الوقاحة والجبروت والطغيان.
ولعل هذا تبشير بقرب نهايتهم.