حميد بن عوض العنزي
قضية الإسكان رغم الاحباط لا تزال قضية تنتظر حلولاً مجدية تلمس نتائجها على أرض الواقع، ولم تعد وزارة الإسكان وحدها التي تحمل هذا الهم، هناك جهات متعددة أخرى ترى أنه بالإمكان مشاركتها ببعض الحلول، الجمعية التعاونية للإسكان وإن كانت حديثة عهد إلا أن لها محاولات جيدة، وبحديث رئيس الجمعية الدكتور عبدالله الشدادي وهو من الشخصيات المشهود لها بالنشاط والمثابرة على خلق الحلول، تحدث عن بعض هموم هذا النوع من الجمعيات ولعل أول الهموم هو غياب مفهوم الفكر التعاوني لدى أفراد المجتمع، إلى جانب ضعف ثقافة العمل التعاوني، والخلط بين الفكر التعاوني والفكر الخيري، وهذا الهم للأسف أنه يمثل خط الأساس الذي يجب أن يكون واضحاً وقوياً حتى تبنى عليه الجمعية مشاريعها.
رئيس الجمعية يقول: «عندما نقارن أنفسنا بدول العالم، نجد أن أعداد الجمعيات الإسكانية لا تتجاوز ست جمعيات، بينما في مصر نحو ثلاثة آلاف جمعية، وفي المغرب 1058 جمعية، فيما تمكنت الجمعيات التعاونية الإسكانية في بولندا من توفير أكثر من 2.5 مليون وحدة سكنية»، مثل هذه الجمعيات يجب أن تحظى بدعم وزارة الإسكان، لأنها واحدة من مسارات الحل التي مع الوقت والدعم سيكون لها اسهام جيد مع تنامي الثقة والتعريف بدورها وإبراز نتائجها عبر الدعم التعريفي والإعلامي ويمكن لإعلام الوزارة الذي يحظى بدعم وميزانية ضخمة أن يخصص ولو جزءاً بسيطاً لدعم هذه الجمعيات.
ورغم حداثة الجمعية إلا أنها استطاعت أن تنفذ أول مشروع إسكان تعاوني في الرياض، وهو مشروع عمارة النرجس (تسكين 1)، وتسعى حاليا مع وزارة الإسكان لإنجاز مشروع «واحة تعاونية» تحت منظومة برنامج الإسكان التنموي، ولأن وزارة الإسكان هي الضامن المالي للجمعية أمام الجهات المصرفية أو الصناديق التعاونية فقد يمثل ذلك خطوة جيدة لأن نرى في المستقبل حراكاً أكبر ينعكس على تعظيم دور هذه الجمعيات في المساهمة في حل قضية الإسكان.