يطوفُ علينا من نسائمِكَ السِّحْرُ
ويَنْثرُ في أجْوائنا الطصّلْعُ والزَّهْرُ
ونَخْطُرُ في المَثْناةِ والعِطْرُ عابِقٌ
ونخْطو علَى حَصْباءَ تاهَ بها الدُّرُّ
يُعانِقُنا زَهْوُ الشّبابِ بِروْنَقٍ
ويَصْدحُ فينا مِنْ تَرانيمِهِ العُمْرُ
ألا أيُّهذا الطائفُ العَذْبُ نَبِّني
فقدْ فاح لي مِنْ رَوْضِ أحْلامِكَ العِطْرُ
نُقَبِّلُ فيك الصبحَ شوقاً وغِبْطةً
ويَصْحُبُنا في ليْلِكَ السِّحْرُ والبَدْرُ
نُعانِقُ أكْمامَ الورودِ ونَنْتَشي
ونَرْوي به الأشواقَ ما عاقَنا حَصْرُ
وماذا علينا والمَسَرّاتُ حَوْلَنا
يبوحُ بها سِرٌّ ويعْلو بها جهْرُ
وماذا علينا والقُلوبُ تعانَقَتْ
بِودٍّ وإقْبالٍ وما صدّها كِبْرُ
تُصاحِبُنا غُرُّ المُزونِ حَفِيَّةً
ويَحْنو علينا مِنْ شَآبِيبِهِ القَطْرُ
وتَسْري بنا سُحْبٌ ويَغْدو بنا هَوًى
وتَحْدو لنا الأفْلاكُ والأنْجُمُ الزُّهْرُ
هُنالِكَ نَشْدو بين أهْلٍ ومَعْشَرٍ
بِهِمْ تَزْدهي الأمْجادُ والعِزُّ والفَخْرُ
وأصْحابُنا بيضُ الوجوهِ وكُلُّهُمْ
سِراعٌ إلى النّجْداتِ إنْ حَزَبَ الأمْرُ
مُروءاتُهُمْ تُضْفي عليهِمْ شَهامةً
وأوْجُهُهُمْ فيها السّماحةُ والبِشْرُ
فيا طائفي ما زِلْتَ لِلعِزِّ موئلاً
ومَهْوَى قُلوبِ الخيِّرينَ وهُمْ كُثْرُ