هالة الناصر
كنت أراقب مع صديق إعلامي وضع القطاع الخاص ومبادراته في مجال المسؤولية الاجتماعية فوجدنا حجر عثرة لم يكن في الحسبان وهو - من وجهة نظري- السبب الأهم في عدم نمو مبادرات القطاع الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، بل لا أبالغ إن قلت إن هذا السبب هو الحقيقي الذي لو تم التغلب عليه لتغير الوضع تماما ولوجدنا المبادارات الخيرية تنهال من جميع الجهات التي تنتمي للقطاع الخاص تحديدا، هذا السبب هو الإعلام، مع بعض منصات إعلامنا، مهما كانت مبادرة القطاع الخاص ذات بعد خيري وإنساني ينفع المجتمع ويفيده يقف الإعلام ضد نشر أخبار هذه المبادرة بحجة أنها إعلان، حتى لو كان نشر أخبارها يفيد مساكين كثر لايعلمون عنها شيئا، وتمر المبادرة دون أن يستفيد منها أكبر نسبة ممكنة ممن يستحقونها، حتى المبادرات التوعوية التي قد تقوم بها جهة ما من القطاع الخاص، بنك أو فندق أو شركة، تدفع هذه الجهة الملايين من الريالات من أجل حملة توعوية معينة لكن لاتحقق النتائج المرجوة لأن إعلامنا لديه حساسية كبيرة تجاه نشر أي أخبار تخص القطاع الخاص واجبار القطاع الخاص على نشر تلك الأخبار مقابل مبالغ مالية لاعتباره إعلانا تجاريا.
كنت أراقب مع أحد الإعلاميين الثقات هذا الموضوع ونرصد جهود بعض الاعلاميين في استقطاب القطاع الخاص في دعم وتبني الكثير من المبادرات، أكثر ما أثار استغرابنا هو قيام فندق في جدة بثلاث مبادرات اجتماعية منها جمع الملابس القديمة، ومنها جمع النفايات وتدويرها، ومنها دعم اطفال السرطان ورغم ذلك لم يجد أي دعم إعلامي يذكر ولم يجد التفاعل الاعلامي الذي يحفزه ويحفز غيره نحو بذل المزيد من المبادرات، رفض بعض جهاتنا الاعلامية حتى نشر خبر المبادرات بحجة انه قطاع خاص، مع أن هذه المبادرات كلما انتشرت أخبارها نفعت أناسا كثراََ، كم أتمنى من إعلامنا أن يرفع حظر النشر عن أي مبادرة اجتماعية يقوم بها القطاع الخاص ويعتبر نفسه شريكا في الأجر مثلما تفعل جميع وسائل الإعلام في الدول المتحضرة.