سلمان بن محمد العُمري
تؤكد المملكة العربية السعودية بالأفعال وليس بالأقوال ريادتها للعمل الإسلامي، في كل المجالات وفي مقدماتها خدماتها المتميزة لضيوف الرحمن من شتى بقاع العالم، وتلكم الريادة في أعمال الخير والبر، وسباقها الدائم في تحقيق كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، أغاظ الأعداء والحاقدين والحاسدين، فمنهم من يكشف عن وجهه ويعبر عن غليانه بصريح العبارة، ومنهم من يلمز ويغمز، ومنهم من يتستر ويتكتم، ومنهم من يدس الدسائس ويخلق الفتن.
إن ما تثيره الأبواق الإعلامية المأجورة بتسييس الحج افتراء ليس بالجديد، ومنها التزييف والادعاءات الباطلة من النظام القطري الذي لم يتجاوب مع الجهات المعنية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين، وإضاعة الوقت دون تحقيق أي تقدم بإنهاء الإجراءات اللازمة لتمكين المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج، على الرغم من تدشين وزارة الحج والعمرة رابطاً إلكترونياً لتمكين الأشقاء القطريين الراغبين في أداء الفريضة من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم، وذلك بسبب تعنت السلطات القطرية والاستمرار في عدم تجاوب وتعاون وزارة الأوقاف القطرية مع الجهات المعنية في المملكة لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج.
إن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وشرّفها الله برعاية الحرمين الشريفين، وهي تستشعر قيمة هذا التشريف العظيم، وتعتز به تكليفاً كريماً، وتحسب أن خدمة حجاج بيت الله الحرام ومعتمريه وزوار مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واجب ديني تسعى للقيام به على الوجه الذي يرضي الله -عزوجل-، وتحرص على ذلك كل الحرص، طاعةً للمولى تبارك وتعالى، واتباعاً لسنة رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، والمملكة منذ تأسيسها لديها ثوابت لا تقبل المساس بها خلال موسم الحج والعمرة، ورسالتها تتواصل على مر الزمان لتبلغ قمتها في هذا العهد الزاهر، إذ توفر حكومتنا الرشيدة الراشدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -أيدهم الله- جلّ الرعاية والعناية والاهتمام والدعم بلا حدود لتسهيل شؤون الحج وتيسير السبل للحجيج والسهر على راحتهم والقيام بخدماتهم على أكمل وجه.
والنجاحات المتوالية في مواسم الحج تثير الحاقدين وتجعلهم يشنون حملات نعرف أهدافها ومضمونها، وذلك من خلال وسائل الإعلام التي تحوّلت إلى وسائل مسعورة في خدمة أهداف أعداء الأمة، وصارت تتحدث حديثاً معظمه يغط في بحر الكذب، وتفوح منه روائح الحقد الدفين، وتتعالى منه أصوات الكره والضغينة.
وفي مثل هذه الأحداث والهجمات الإعلامية الحاقدة، يتأكد أهمية الائتلاف والاجتماع والوعي، والتعاون على ما يفشل مخططهم في تمزيق وحدة المجتمع، وزرع بذور الفتنة فيه، وهو -ولله الحمد- ما نراه متحققاً في بلادنا العزيزة وترابط المجتمع بقيادته والسير تحت لوائه ونبذ أعدائه. وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) سورة الأنفال.