«الجزيرة» - المحليات:
قالت صحيفة واشنطن إقزامينر، في مقالة عن النهم القطري لشراء أسلحة ضخمة من بريطانيا وأمريكا «إن كنت تشتري طائرات يوروفايتر تايفون المقاتلة في عام 2018م، فإما أنك تعد أحمقًا أو تقوم بذلك بدافع مصالح أخرى».
وبينت الصحيفة في مقال للكاتب توم روغن: هذا ما لاحظته في إطار الصفقة القطرية التي تقدر بمليارات الدولارات لشراء 24 طائرة يوروفايتر تايفون من بريطانيا، وضخ مليارات الدولارات في اقتصاد المملكة المتحدة. ولتحسين الصفقة، سمحت بريطانيا لقطر بتشكيل سرب جوي مشترك مع سلاح الجو الملكي البريطاني. حيث تم تنشيط سرب سلاح الجو الملكي البريطاني الوحيد من نوعه والسرب القطري رقم 12 المشترك في يوم الثلاثاء وهو ما يمثل إيماءة سياسية قيّمة لقطر.
الكاتب أشار إلى أن «التايفون طائرة عديمة القيمة. وقطر اشترت بالفعل عشرات الطائرات من طرازات إف-15 من الولايات المتحدة وعشرات الطائرات من نوع رافال من فرنسا. حيث تمثل هذه الطائرات المقاتلة عشرات المليارات من الدولارات فيما يتعلق بالاستثمارات وتتفوق على طائرات التايفون من ناحية الاستهداف والاشتباك. ومن غير المنطقي لقطر من الناحية العسكرية في أن تقوم في الوقت الحالي باستعمال طائرات التايفون إلى جانب أسطول طائراتها من نوع إف-1 ورافال.
وعلاوة على ذلك، في ظل أن السعوديين والإماراتيين هم خصوم الصراع لقطر في الغالب، فمن المنطقي أن تركز مملكة قطر (على حد وصف الكاتب) على منصة واحدة رفيعة المستوى. وذلك لأن السعوديين والإماراتيين سيفوقون عدد القوات الجوية القطرية ويحيطون بها في وقت قصير جدًا عند حدوث أي صراع. وللمحافظة على حظوظهم في تحقيق النصر أو التوصل إلى مرحلة وقف إطلاق النار على القطريين أن يبقوا قواتهم الجوية تعمل دون توقف، وأن يتمكنوا من إسقاط طائرات العدو قبل دخولها للمجال الجوي القطري. لكن إذا ما اضطر المهندسون والميكانيكيون لإصلاح عدد من الطائرات المختلفة فإن ذلك سيقلل عدد قطع الغيار، الأمر الذي سيتسبب في تراجع فعالية القوة الجوية بشكل سريع.
هل هناك مشكلة أخرى؟ سيعاني المهندسون في إصلاح الطائرات التي لم يتمرسوا على إصلاحها. والتحدي ذاته سيقف أمام الطيارين: ليس ممكنًا أن تنقل طيار من طائرة من طراز F-15 إلى أخرى من طراز رافال أو تايفون بسهولة معتقدًا أنه سيكون لديه القدرة ذاتها على التحكم بقدرات تلك الطائرة.
وهذا يوضح لنا الحقيقة الكاملة هنا. إن هدف قطر من شراء تلك الطائرات بعيد كل البعد عن مسألة الرغبة في التفوق في حال التشابك، بل هو متعلق بمسألة الرعاية السياسية. فطالما استمرت قطر في دعم الجماعات المتطرفة، ستكون الأداة الوحيدة لها في تسلحها الدبلوماسي هي المال. إذًا إن قطر تعتقد بأن ضخها للكم الكافي من مليارات الدولارات في مجالات اقتصادية أجنبية سيجعل تلك الدول أكثر ميلًا لدعم المصالح القطرية على المسرح الدولي.
وكانت قطر قد تبنت إحدى نظريات المنظر البيروسي كارل فون كلاوزفيت عندما قررت شراء عدد من الطائرات النفاثة في خطوة تشير إلى نيتها الاستمرار في مساعيها السياسية باستخدام الوسائل التجارية.