فهد بن جليد
إعلانك عن أهدافك يُقلِّل فُرص تحققها، هذا كلام علمي عن كيفية وضع الأهداف وطُرق تحقيقها؟ عرضه الخبراء في مُحاضرات مؤتمر TED بشكل مُلخص، بالمُناسبة الكثير من - مُحاضرات تيد - مُترجمة على اليوتيوب للغة العربية، يمكن الاستفادة منها تحت بندها المُعلن (أفكار تستحق الانتشار) لتُساعد في تجوِّيد حياة الأشخاص من خلال مُتابعة تجارب علمية وثقافية لمُتحدثين يتم تلخيصها في دقائق معدودة، نعود لمسألة لماذا لا يجب أن تخبر الآخرين من حولك ببعض أهدافك الشخصية؟ وضرورة أن تحتفظ بها لنفسك؟ لأنَّ ذلك قد يؤثر في عزيمة تحقيقها عندما تكون مُعلنة، إمَّا بشعور مُطلقها بنوع من الرضاء والخداع النفسي بأنَّها تحققت أو على وشك التحقق بالفعل، وهو ما يُقلِّل من حجم المُثابرة في العمل نتيجة مُشاركة الآخرين وتأييدهم لأفكاره وحديثهم عن النتائج التي ستتحق مُسبقاً، وإمَّا بتسلل الإحباط إلى نفسية صاحبها (كنتيجة عكسية) لعدم اهتمام الآخرين بهذه الأفكار والأهداف، وعدم تحمسهم لها, مع وضع العراقيل والمُشكلات المُحتملة أمام تحقيقها, ممَّا ينتج عنه التراجع عنها أو تغييرها في أحسن الأحوال.
أفضل تجربة شخصية يمكن أن تعيشها وتُطبقها لتقيس بها الأمر هي الفكرة أو الهدف الأشهر (إنقاص الوزن)، فعندما يكون هذا الهدف مُعلناً فإنَّ المُحيطين بك سيحاولون إفشاله بكل الطُرق والإغراءات للأكل والوجبات والعزائم، أو بتكرار سرد القصص والتجارب لأشخاص آخرين واجهوا صعوبات ولم يفلحوا في تخفيف أوزانهم، وفي أحسن الأحول ستكون أنت ووزنك تحت مجهر الرقابة والمُلاحظة الدائمة من نظرات وعيون الفضوليين، ممَّا يؤكد أنَّ الكتمان والسرية وعدم إعلان بعض الأهداف الشخصية للمُحيطين بك، أفضل طريقة لتحقيقها بكل عزيمة وإتقان، مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان).
الحديث عن الأفكار والأهداف والأسبقية في ذلك عن الآخرين (مسألة مُغرية) في مُختلف الثقافات لها رونقها وجمالها، ممَّا يجعل مُقاومة هذا الإغراء ومكاسبه المُحتملة، أول تحديات وشروط تحقيق الأهداف، ولو بالاحتفاظ ببعضها لنفسك وعدم الإفصاح عنها.
وعلى دروب الخير نلتقي.