أ.د.عثمان بن صالح العامر
لكل وزارة وهيئة وإدارة حكومية، أو شركة ومؤسسة خاصة كانت أو أنها عمومية، أو جمعية خيرية أو أهلية أو... تحترم نفسها وتسعى لتطبيق الجودة تطبيقاً حقيقياً لا ورقياً وادعاء، أقول إن لكل هذه الكيانات المؤثرة في الحركة التنموية رؤية ورسالة وأهدافاً، كما أن لها شعاراً وقيماً، تم التوصل لهذه القيم بعد لقاءات غدة وحوارات واستشارات - هذا هو الأصل -، واختيرت بعناية ودقة تامة في الغالب، وهي ذات صلة مباشرة بالنشاط الذي يقوم به هذا الكيان ويباشره، كما أن لها ارتباطًا بطبيعة الأشخاص المنتمين إليه والعاملين تحت مظلته والأعمال الموكلة لهم لإنجازها، ولذلك الأصل فيها والوضع الطبيعي أن تكون هذه القيم محفوظة من قبل كل العاملين في القطاع التنموي، مدركًا معناها ومعروفة دلالاتها، ملتزمًا بها سلوكاً حيًا داخل أروقة هذه الدائرة أو المؤسسة حتى لا تتحول قيمنا المهنية للوحات تعلق على الجدران لتزين بها الممرات.
أكثر هذه القيم وروداً على سبيل المثال لا الحصر (الإخلاص والأمانة والصدق والإنجاز والإتقان والشفافية والاحترافية والمهنية و...)، وأقلها تحققاً هذه القيم الخالدة والمثل السامية - للأسف الشديد.
تصوروا لو أن كل مدير ومديرة، موظف وموظفة، عامل وعاملة التزم بالقيم التي يمر عليها كل صباح وهو داخل لمقر عمله، وعند الظهر وهو في طريقه للخروج إلى منزله.. ماذا سيكون حالنا الفعلي إنجازاً وإنتاجًا؟.
أعتقد أن الأمر يحتاج إلى عقد ورش عمل ودورات تدريبية وحلقات نقاش مركزة للتعريف أولاً بدلالة هذه المصطلحات القيمية لجميع المنسوبين وأثر الالتزام بهذه القيم في مستقبلنا الحضاري، وثانياً لإكساب مهارة تطبيق هذه القيم سلوكاً حياتياً يلتزم به الكل خاصة في ميدان العمل الوظيفي، بدءًا من رأس الهرم الإداري إلى آخر موظف موجود. أما أن تبقى قيمنا حبراً على ورق - كما يقال - فهو تناقض يتنافى مع مبادئنا الشرعية ومنطق عقولنا السليمة وأدبيات مسلماتنا الحضارية، فهل للفجر الصادق أن يولد في سماء أفقنا النهضوي التقدمي الذي لم يجعل له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - ولي العهد الأمين ومهندس ومبدع وداعم ومتابع رؤية المملكة 2030، والبرامج التنفيذية والمبادرات النوعية المتولدة عنها - حداً إلا السماء، دمتم بسلام وبقيت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.