خالد الربيعان
حسناً، إنها لقطة تاريخية في كرة القدم، لحظة بعنوان «طائر بدون أجنحة»، ريال مدريد في قلب تورينو في مباراة ربع نهائي دوري الأبطال الأخير، الظهير داني كارفاخال يوزع عرضية، توقف الزمن هنا وبدأ التصوير البطئ، دفاع يوفنتوس الحديدي يقف متفرجاً ومعه باقي اللاعبين بالملعب، ومن قبلهم الحارس العنكبوت «بوفون»، طار رونالدو بمعنى الكلمة، قفز متر و40 سم، وبضربة مقصية مزودجة رائعة أرسل الكرة من على ارتفاع 2.38 متر، في قلب عرين العنكبوت، كتب موقع يوفنتوس نفسه واصفاً هذا الهدف «بالذي حاز على إعجاب الجميع، حتى مشجعي اليوفي بالاستاد»!
جماهير الريال القليلة بتورينو كانت تصفق على الهدف، ولكن اللقطة الأجمل.. كانت تصفيق جماهير البيانكونيري لرونالدو الذي لم ينقطع لمدة دقيقتين! جعل البرتغالي يذهب في نهاية المباراة ويحيي تلك الجماهير ويشيد بهم بعد ذلك في المقابلة الصحفية!، فهل كانت هذه اللحظة بينه وبين الجمهور الإيطالي تمهيد «قَدَرِي» لانتقاله بعدها بشهور قليلة إلى ناديهم؟.. ربما!
في انتقال رونالدو ليوفنتوس في سن 33 دروس وعبر، ومن وجهة نظر عملية وظيفية، فاللاعب في نهاية الأمر مجرد «موظف» يأتي بأرباح للنادي الذي هو شركة تهتم أولاً وأخيراً بالمداخيل والأرباح، عندما ساءت العلاقة بينه وبين مديرها «بيريز» لم ينتظر رونالدو وفعل ما نعتبره دروساً قيمة.
- اخرج من المنطقة الدافئة، أو comfort zone، أنت في قمة المجد، 3 دوري أبطال متتالية، 5 كرات ذهبية، ملك مدريد، في نهاية المشوار الكروي سنياً، سأترك النادي وأبحث عن تحدٍ جديد!، «لن أذهب للصين أو غيرها لأكسب بعض الأموال لتأمين مستقبلي» قالها نصاً!
- ليس دائماً ستناسبك الشركة القائدة في العالم! هنا شركة ريال مدريد، نعم يمكنك أن تلتحق بها ولكن لن تضمن الراحة، أبحث عن الراحة وليس عن شيء آخر.
- دائماً أبحث عن تحدٍ جديد في حياتك، الشيء إذا زاد عن حده انقلب لضده، فالاستقرار بعد بلوغ أقصى درجات النجاح شيء سلبي!، هذا يفسر ذهاب زيدان أيضاً من الريال بعد تحقيق 3 دوري أبطال متتالية.. لن يكون في الإمكان أفضل مما كان!
- الولاء الزائد جداً خطأ.. خاصة إذا كان الطرف الآخر لا يقدر خبراتك!
- لا مشاعر سيئة، no hard feelings، حتى ولو كنت ذاهباً إلى المنافس! درس كبير لم يطبقه إلا قليل من الناس، البرازيلي رونالدو «الظاهرة» لعب لطرفي كلاسيكو إسبانيا برشلونة ومدريد! ولطرفي ديربي الغضب: ميلان وانترناسيونالي!
- أخيراً: لا تكثر من حبك للكيان الذي تعمل له فوق اللزوم، فلست تدري متى يتوقف هذا الكيان عن حبك!
صفقة القرن!
تظل صفقة رونالدو هي صفقة القرن، ليست فقط ليوفنتوس بل للكرة الإيطالية، بعد صفقة القرن العشرين: مارادونا لنابولي!، ليس لشيء إلا لأن يوفنتوس الآن يمتلك أكبر وأنجح «مكينة تسويق» في تاريخه، دراسة قام بها ويس هاريس قالت لنا: إن أكثر من 80 في المائة من سكان العالم يعرفون من هو رونالدو، 79 في المائة من الناس يتأثرون باللاعب وطريقة حياته، وأن أي منتج مرتبط باللاعب: يحقق ثقة شرائية عند 67 في المائة من مشاهدي إعلان هذا المنتج!
لذلك لا تتعجب من خبر بيع 520 ألف قميص لرونالدو في 24 ساعة فقط، رقم خيالي، بالإضافة إلى أنه ليس آخر الأرقام القياسية التي سيحطمها البرتغالي.. بالطبع!