علي الصحن
توالي الأندية السعودية هذه الأيام اختيار لاعبيها الأجانب وقيدهم في كشوفاتها، يحدث ذلك وسط اهتمام جماهيري منقطع النظير، ووسط تفاؤل غير مسبوق من أنصار كل فريق، بأن يكون الموسم موسمهم، والبطولات لفريقهم، وأن يكون الموسم تعويضاً لما سبقه، خاصة من قبل الفرق التي عجزت أن تحقق شيئاً طوال المواسم الماضية.
طوال المواسم السابقة ظل اللاعب الأجنبي مشكلة مؤرقة لمعظم الأندية، كانت تتعاقد كل موسم مع كمٍ من اللاعبين فلا ينجح إلا لاعب أو اثنان، كانت الوعود تتواصل بأن يكون اللاعب الجديد حلاً لجميع المشاكل الفنية، وعندما يجد الجد يكون أول الواصلين لصالة المغادرة، مواسم طويلة توالت، وفي كل مرة تزيد علل الأندية مع لاعبيها الأجانب، ويتأكد بعد كل اختيار انها لم تصل بعد للاعب الذي يحقق الإضافة المطلوبة إلا نادراً... وفي الغالب يكون السبب هو الفشل في الاختيار، وعدم وضع أسس مناسبة له، وعدم تحديد احتياجات الفريق الفنية بدقة، فضلاً عن دور الوسطاء في الترويج للاعبين غير المؤهلين بحثاً عن الكسب السريع، وعندما يكون المدرب هو من يختار وهو الوسيط، ومن بيده الخيط والمخيط، يكون الأمر أدهى وأمر وأشد إيلاما وأعلى خسارة، خاصة إذا أصر المدرب على رأيه ودافع عن خياره وراهن عليه على حساب الأفضل..!!
السؤال الآن وفي ظل الدعم الكبير الذي تجده الأندية من الهيئة العامة للرياضة ممثلة في معالي رئيسها المستشار تركي آل الشيخ، هل ستتجاوز الأندية – كل الأندية - العشوائية وعدم الدقة في الاختيار، كما كان يحدث في سنوات ماضية، وفي كل مرة كانت إدارتها تتنصل من المسئولية وترمي الكرة في مرمى المدربين والفنيين والوسطاء، رغم أنها من يراهن ويبصم في الغالب نهاية الأمر، وهل ستكون قادرة بالفعل على اختيار الأفضل ومواكبة هذا الدعم من أجل المشاركة في دوري قوي مثير تتوسع فيه دائرة المنافسة، ويزيد فيه عدد المتنافسين على اللقب وهو ما كان محصوراً على فريقين أو ثلاثة طوال السنوات الماضية، وإن تبادل البعض الأدوار موسماً إثر آخر؟
من المؤكد أن اللاعب الأجنبي إن لم يكن بقيمة ادواردو وخربين والسومة وفيلانويفا والتون الفنية على الأقل، فليس هناك مبرر للتعاقد معه، فمثل هؤلاء هم من يصنع الإضافة ويقدم الكرة الحقيقية، ويمتع المشاهد، ويسهم في ترجيح الكفة وتحقيق الفوز في كل مرة، وهذه هي الأمور المطلوبة في اللاعب الأجنبي، وعندما يتواجد مثل هؤلاء في جميع أنديتنا، فمن المؤكد أننا سنشاهد شكلاً مختلفاً ومثيراً وجاذباً للدوري.
بالنسبة لي، فإني متفائل بأن تكون الأندية قادرة على تجاوز أخطاء الماضي، وأن تتمكن من إبرام تعاقدات ناجحة تضفي المزيد من الإثارة على المنافسات المحلية، خاصة بعد القرارات المتعلقة بزيادة عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق، والدعم المالي من هيئة الرياضة، وهو الأمر الذي سيكون بلا شك تحت مجهر الرقيب، ولن يتم تمرير تعاقدات (أي كلام)، كما كانت تفعل بعض الأندية في السابق من أجل إكمال عدد لاعبيها الأجانب.. والسلام.
ينتظر الجميع في العالم العربي الدوري السعودي بشغف بالغ، وكلنا أمل أن يكون دوري هذا العام مختلفاً في كل شيء، تتجاوز فيه الأندية عثرات وسلبيات الماضي، وتقدم كرة قدم حقيقية تمتع الناظرين.. وإنا لمنتظرون.