د. خيرية السقاف
أحسب أن الرغبة في التحصيل الدراسي, والاستزادة من الخبرات المعرفية المختصة طموح أي إنسان من حقه أن يرغب في تطوير ذاته, ومدِّ خبراته, وصقل مهاراته, ومواكبة صعوده في سلم المستويات العلمية..
ومن هذه الفئات من توقف عن مواصلة دراسته العليا بأسباب مختلفة, وانخرط في العمل اليومي الذي لا يتيح له الدراسة مع العمل, وليست هناك برامج جامعية تقدم في ساعات ما بعد «الدوام» النظامي..وصدور قرار إيقاف الدراسة في برامج «التعليم الموازي» من حيث هو قرار صائب ناجم عن حيثيات توصلت إليها جهة القرار, إلا أن مؤسسات التعليم بما فيها المهني, يمكن أن تنظم جداولها الدراسية بحيث تعمل خلال اليوم كله وحتى المساء, بمعنى زيادة عدد التكرار في «شعب» المواد الدراسية, بحيث يمكن للراغبين في المواصلة أن ينتهزوا تقديمها بعد ساعات الدوام, أو في الفصل الصيفي, فيقبلون على التسجيل ومن ثم الدراسة مواصلة لترَقِّي خبراتهم, ولتحقيق طموحهم, بمقابل مادي يمكن لهذه المؤسسات تدويره في شأن تطوير الإمكانات, وتغطية المقابل المادي عند وجود عجز في عدد أعضاء التدريس..
في جامعات العالم بما فيها المتقدمة نجد أن قاعاتها مشرعة حتى ساعات متقدمة في المساء, ونرى ثللا على سبيل المثال من المعلمين الحاصلين على درجات أولى في التعليم يتقدمون في الصيف لجامعات تبعد حتى عن مواقع سكنهم للدراسة بمقابل مادي يتفق مع المستوى الوسط لجميع الفئات كي يتمكن الفرد من تطوير معارفه, وصقل خبراته, والحصول على ما في جعبة المختصين من معارف حديثة, ومتطورة..
كذلك المعاهد الفنية, والكليات التقنية, والمهنية يتطلب أن تواكب نمو المجتمع, ونمو طموحات الأفراد..
إذ لا ينبغي أن يكون التعليم بمستوياته أصعب ما يسعى إليه الفرد بكل بمختلف فئاته, رغباته, وخصائصه, وقدراته, وطموحاته, وتطلعاته!.