الدمام - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن أهالي الأحساء مهتمون بتراث المحافظة الأصيل، ويحافظون على هذه الثروة الزراعية والتراثية والسياحية التي تتميز بموقعها التاريخي والجغرافي في المملكة.
جاء ذلك خلال استقبال سموه في مجلسه الأسبوعي للاثنينية بديوان الإمارة أمس الفريق المشارك في اختيار الأحساء موقع تراثي عالمي.
وبيَّن سموه أن أهالي الأحساء دائمًا يعتزون بموروثهم، وأنهم الداعم الأول لإبقاء هذه الواحة في قائمة التراث. مشيرًا إلى أن المعادلة الصعبة في ملف تسجيل واحة الأحساء موقع تراثي عالمي هي أهالي المحافظة؛ وذلك لاهتمامهم بتاريخهم، وبكل مقومات المكان الذي يعيشون فيه، وأنهم حريصون على أن يبقى هذا المكان مكانًا قابلاً للعيش في جميع الظروف.
وأكد أمير المنطقة الشرقية أن أهالي الأحساء لديهم مبادرات عديدة لخدمة دينهم ووطنهم.. مؤكدًا ثقته بأهاليها ومَن يعملون في جميع الإدارات الحكومية، وأنهم سيقدمون لهيئة تطوير المنطقة الشرقية ملفًا متكاملاً، نستطيع من خلاله أن نجعل كل ما ذكر حقيقة وواقعًا في كل ما تحتاج إليه المحافظة من دعم سيوفَّر لها مثل بقية محافظات المنطقة الشرقية أو مدن المملكة، كما تحظى جميعها برعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
وأشار الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز إلى أن جميع احتياجات محافظة الأحساء ستكون بملف واحد بعد ورشة العمل التي ستُعقد في المحافظة بين أعضاء فريق ملف تسجيل واحة الأحساء ورجالات الأحساء. كما سيناقَش في اجتماع هيئة تطوير المنطقة الشرقية الذي يتكون من أصحاب المعالي وممثلي الوزارات والهيئات الذين يمثلون جميع الجهات في الهيئة التطويرية للمنطقة عددٌ من المواضيع المهمة لمحافظة الأحساء وللمنطقة. وقال سموه: «نعول على كل فرد في هذه البلاد المباركة بالمحافظة على بلاده، سواء كان رجل أمن في مجاله، أو رجل القلم في كتاباته، أو رجل السياسة في سياسته، أو رجل الأعمال في أعماله، وكل مَن كُلف أو اختار مهنة من المهن فهو يعتبر القيمة المضافة للمواطن».
وقدم أمير المنطقة الشرقية في ختام كلمته الشكر لفريق العمل الذي أسهم في تقديم ملف الأحساء حتى جرى تسجيلها موقع تراث عالمي باليونسكو، مؤكدًا أن مهمة الفريق كانت صعبة، ولكن همة الرجال وقوة وعزيمتهم جعلتنا نصل إلى ما نريد.
من جانبه، أكد وكيل محافظة الأحساء معاذ بن إبراهيم الجعفري أنه ليس بمستغرب أن تفوز الأحساء بتسجيلها ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، وأنها تعد أحد المخازن العتيقة والمناجم الغنية في العالم. مبينًا أن الأحساء كانت متميزة بمعالمها الأثرية منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -.
وبدوره، أفاد أمين محافظة الأحساء عادل الملحم بأن محافظة الأحساء تمتاز بنخيلها الشامخة، وتراثها التاريخي، رغم التغيرات المناخية والجغرافية التي مرت على الجزيرة العربية ليتوارث الآباء والأجداد رعايتها؛ فبقيت نخيلها باسقات، وشاهدة على جهود السلف؛ ليتولاها الخلف حتى وقتنا الحاضر معتمدين على الله، ثم بدعم متواصل من الدولة التي حظيت بقيادة ميمونة، جعلت من أهدافها الإبقاء على هذا الإرث التاريخي، والحفاظ عليه من الاندثار.
وأوضح الملحم أن الأحساء حينما دخلت في تحدٍّ يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مدعوم من إمارة المنطقة الشرقية ممثلة بسمو أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه، وسمو محافظ الأحساء، وبتكاتف جميع قطاعات الدولة، تم التسجيل المستحق لواحة الأحساء بوصفها موقع تراث عالمي، ومنظرًا ثقافيًّا متجددًا، يمثل إقرارًا عالميًّا بالقيمة التاريخية الكبيرة والثقافية الواسعة لواحة الأحساء الثرية، وعراقة المواقع الأثرية، ولمكانتها التاريخية، وما تزخر به من موروثات حضارية؛ فاستحقت بذلك أن تكون أكبر مواقع التراث العالمية المسجلة في هيئة اليونسكو.