فهد بن جليد
نجاح جائزة الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز للمزرعة النموذجية في دورتها الأولى بمنطقة القصيم يجعلنا ننتظر من وزارة البيئة والمياه والزراعة تبني هذه الفكرة الجميلة والمفيدة، وتعميمها على مزارع المملكة كافة، بذات الاسم والشروط، كجائزة سنوية مماثلة لما يحدث في قطاعات صناعية وتجارية أخرى.
أجزم بأن إطلاق جائزة وطنية بهذا المعنى ستخلق جوًّا من التنافس (الغائب أصلاً) بين المزارعين من أجل تحسين البيئة الزراعية، ومضاعفة الإنتاج، وتنمية مفاهيم إدخال واستخدام التقنيات الحديثة في أساليب الزراعة الجديدة والمبتكرة، مع تشجيع أفضل طرق وأساليب ترشيد استخدام المياه في الري.. وهي أهداف النسخة الأولى من هذه الجائزة التي حركت المياه الراكدة بين المزارعين في منطقة القصيم، وجعلتهم يعيدون تقييم وتقويم تجاربهم الزراعية، ومقارنتها بالأساليب والطرق النموذجية والحديثة في العالم. النتيجة التي تجعلنا مستبشرين أن تعميم الفكرة يسهم في خلق الفارق أكثر في حياة المزارعين ومزارعهم في المناطق كافة، بشحذ الهمم، وتجديد الآمال، وتنشيط الدماء، واهتمام الشباب بهذا القطاع الحيوي والمهم، من أجل مستقبل زراعي مشرق، يتوافق مع أهداف وتطلعات رؤيتنا الوطنية 2030.
الاهتمام بالتفاصيل التي تقود إلى النجاح، وفهم طبيعة الأرض والإنسان بكل حب وإخلاص، والسعي دائمًا إلى الابتكار والإبداع، ودعم كل فكرة خارج الصندوق إيمانًا بقدرات الشباب السعودي وطاقاته المتجددة، هي من أسرار تفوق (صاحب الجائزة) الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، وقربه من أهل منطقة القصيم حد الاندماج والانسجام الكلي بينهم؛ لتحقيق الطموحات، وتطوير منطقتهم، بتذليل الصعاب والتحديات كافة التي تعترض طريق نجاح أي فكرة أو مشروع. أعلم أن الأمير فيصل بن مشعل لا يحب مثل هذا الإطراء، وهو يردد دائمًا أن ما يقوم به يأتي ضمن توجيهات واهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ودعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، وحرصهما على كل ما فيه خدمة الوطن والمواطن. وهذه حقيقة نعلمها، ونؤمن بها جميعًا، ولكن الناس أيضًا (شهود الله في أرضه) على حرص الأمير فيصل على أداء هذه الأمانة بكل إخلاص وتفانٍ. ولعل ولادة مثل هذه الجائزة إحدى صفحات فهم طبيعة المنطقة الزراعية، واحتياجات أهلها، والعناية بكل ما يُسهم في تغيير حياتهم نحو الأفضل.
وعلى دروب الخير نلتقي.