«الجزيرة» - المحليات:
نظّم مركز البحوث والتواصل المعرفي في الساعة الواحدة ظهراً من يوم الخميس الماضي حلقة نقاش حول (الإعلام الورقي والإلكتروني، ومراكز البحوث) لكل من سكرتير تحرير المجلة العربية سعيد الدحية الزهراني، ورئيس صحيفة مال الإلكترونية مطلق البقمي، وأدارها مسؤول العلاقات الثقافية بالمركز صالح زمانان، بحضور عددٍ من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين.
وتحدث ضيفا الحلقة عن المجلات الثقافية وطريقة تعاملها مع البحوث والتقارير والفعاليات التي تقيمها مراكز البحوث، والصحف الإلكترونية وتعاملها مع مادة مراكز البحوث وتقاريرها، وأبرز العوائق التي تمنع نتاج مراكز البحوث من أن يكون متاحاً ومشاعاً في منصات الإعلام بشقيه الورقي والإلكتروني.
وتحدث سكرتير تحرير المجلة العربية سعيد الدحية الزهراني في ورقته عن مسحٍ سريع لأبرز الدول التي يستفيد إعلامها من مراكز البحوث، ويعتمد عليها في أخباره وتحليلاته وتقاريره، مشيراً إلى علاقة مراكز البحوث والإعلام الجيدة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل وإيران، في حين يتأخر الإعلام في المملكة في صناعة مثل هذه العلاقة، مُرجعاً هذا التأخر لقلة مراكز البحوث من جهة، وتقاعس الإعلام من جهة أخرى. وأوضح الدحيّة أن منصات النشر تنقسم لمسارين هما «مسار النشر الإعلامي»، و«مسار النشر المعارفي»، حيث تبتعد الأولى عن تناول إنتاج مراكز البحوث بوصفها تعتمد السرعة والمباشرة والتعاطي الجماهيري، في حين يتناول مسار النشر المعارفي الذي يقدم معلومات معمقة ومتخصصة ويتجه لشرائح محددة تنتمي لتخصصات معرفية، مؤكداً أن الواقع يشير إلى حالة ضمور بين منصات الإعلام ومراكز البحوث، والعمل في جزر منفصلة، مع أن هذين المكونين يلتقيان في أهم أهدافهما وهي صناعة التأثير، سواء على مستوى الجماهير أو على مستوى صنّاع القرار.
وختم ورقته بالحديث حول المستقبل، حيث يرى حتمية الاعتماد الإعلامي على مراكز البحوث، باعتبار أن ما يعيشه العالم اليوم في مختلف المجالات ليس إلا نتيجة مشروعات بحثية وما يسير باتجاهه هو تعظيم مخرجات وبنّيات العمل البحثي، وهذا ما تجسده محلياً رؤية السعودية 2030 فهي بالمقام الأول مشروع بحثي منظم.
من جهته بيّن رئيس صحيفة مال الإلكترونية مطلق البقمي أن إشكالية مراكز البحوث تكمن في ندرتها، مما يجعل الإنتاج البحثي شحيحاً، الذي يعد هو المرجع الأصيل للمنصات الإعلامية، مؤكداً أن الصحف الإلكترونية تحتوي على العديد من الخصائص الحديثة التي تستطيع إخراج مادة البحوث والدراسات بشكل جديد يتسق مع مهارات القارئ المعاصر، حيث تقوم بعرض الإنفوجرافيك والفيديوهات القصيرة، ورسومات الديجتال وغيرها، مما يسهل المادة البحثية التي تعتمد على معلومات صلبة، وأرقام، وتحليلات معقدة، ونتائج متعددة.